في التسعين

مشروع كالسراب

فرح سالم

الطريقة التي نتعامل بها مع كرة القدم غريبة وعجيبة للغاية، لأن التعامل بهذه البساطة مع اللعبة الشعبية الأولى مشكلة حقيقة تحتاج إلى وقفة جادة، بدلاً من الاعتماد على مسألة عدم التجاوب مع الانتقادات، واعتبارها فترة وستمر عقب كل فشل لمنتخباتنا وأنديتنا في المناسبات الخارجية.

الحقيقة هي أن مستوى لعبة كرة القدم لدينا ضعيف للغاية، وإن تنافست ستة أندية على لقب الدوري، والعمل الفني الموجود على أرضية الملعب أقل من المأمول، فلا نضحك على أنفسنا ونبني اعتقادات لا علاقة لها بالواقع.

صحيح أن اتحاد كرة القدم يتحمل المسؤولية الأولى في فشل منتخباتنا الوطنية، لكن الحقيقة أيضاً أنه لا يوجد عمل حقيقي في أنديتنا، لأن من المستحيل أن يصنع لك الاتحاد من «الفسيخ شربات»، في ظل ضعف مستويات مسابقات المراحل السنية وصولاً إلى دوري المحترفين.

علينا أن نتعامل مع الحقيقة ولو لمرة واحدة، لأن بقية المنتخبات تعمل بشكل ممنهج، وبخطط واضحة، بينما كل ناد يعيش في واد لدينا، والاتحاد يغرد في مكان آخر، ومازلنا نهتم بالعمل في الحاضر، ضاربين بالمستقبل عرض الحائط، وهو ما جعلنا نعاني بعدما بنت جميع الإدارات السابقة في الاتحاد طموحاتها على جيل أولمبياد 2012.

ما أفاد جيل أولمبياد لندن أن الجهاز الفني حينها أبعد اللاعبين عن مسابقاتنا المحلية، وركز على خوض المعسكرات والمباريات القوية والتحضير الجيد، وهو أكبر دليل على ضعف مسابقاتنا التي باتت لا تنجب لنا المواهب، وهو ما نراه في الوقت الحالي من مستويات ضعيفة، ومباريات يصعب متابعتها، بسبب تضييع الوقت، والسقوط مع كل احتكاك، وضعف العمل الفني والجانب التكتيكي، وصولاً إلى سوء مستوى أغلبية المحترفين والمدربين الأجانب.

إذا كنا نعتقد أن زيادة عدد مقاعد آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026، تمنحنا فرصة حقيقية للتأهل، فهو وهم، لأنه بخلاف المنتخبات الخمسة المعروفة، ظهرت أجيال جديدة فرضت نفسها، والفارق سيتسع إذا لم ننظر إلى حقيقة العمل الضعيف الذي ترتكز عليه اللعبة الشعبية الأولى لدينا.

الاعتراف بالحقيقة أولى خطوات تصحيح المسار، بدلاً من التعنت والركض خلف «السراب».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

 

تويتر