تلك هي

أمل المنشاوي

هي، من توقظ الحياة كل فجر حولها، وتلوّن الصبح بألوانها، وتنفس في أنفاسه عطرها، فينتعش الكون طرباً وتبسماً وتفاؤلاً بها.

هي، من تغسل هموم الأمس بنور الشمس كل يوم، وتُخبئ أحزانها خلف الأمل، وتغزل الحلم تلو الحلم على طول الطريق.

هي تلك، التي عنوانها الصبر، وبابها العطاء، وحدودها الأمان، وعند أقدامها مفاتيح الجنان، تلك التي لا تفتح لليأس نوافذها، ولا تعترف بالمستحيل، وتحتمل حماقات العالم لأجل كلمة «أمي».

هي تلك، التي تحمل على أكتافها استقرار البيت وسعادته، وتُقسم على نفسها وسط براكين الغضب ألا تتخاذل، ولا تنسحب حتى يشتد العود.

تلك التي تحفظ العهد، وتتغافل عن الإهمال، وتقابل التجاهل بحسن الظن والتماس الأعذار، وتنير العتمة، وتمهد الطريق، وتعرف أن قدرها الأزلي ودورها الفطري، صنع الإنسان وتربيته وتهذيب أخلاقه.

تلك، التي تنزع الشوك، وتبذر الأرض خيراً وتنذر عمرها ليكبر الصغير، ويشفى المريض ويعود الغائب ثم ترحل في هدوء حين يحين وقت الرحيل.

تلك، التي تمد يدها تعلماً وعملاً ومشاركة وبناءً في كل وقت لبيتها وأسرتها ومجتمعها، تلك التي لا تستسلم للفشل، وتنهض أمام العثرات وتشد على الأيادي المرتعشة، وتحمل الأحمال إن ضاق الحال.

تلك، المحاربة التي تتلقى تقلبات الدهر بصدر رحب، وتستوعب دوران الأيام، وتسعى جاهدة خلف النور مهما اشتد الظلام.

تلك التي تواصل المهام رغم الهموم وتمشي فوق جمر الخيانة والتخلي، فقط لأجل صغارها، وتتجرع الصبر مرّاً حتى يكبروا أسوياء.

تلك التي تعرف ألف حيلة ووسيلة، لإكرام الضيف ومجاملة الجيران، والاحتفال بالأعياد والمناسبات، رغم ضيق ذات اليد، تلك التي تحفظ التواريخ، وتصنع قوالب الحلوى وأطايب الطعام.

تلك التي لا تخاف الوحدة بعد أن ينشغل الجميع، وتتعلم كيف تخلق عالماً خاصاً بها، مملوءاً بالصلوات والدعوات والاستعداد للقاء الله، جلّ وعلا، وتفتح قلبها للأحفاد حباً وحدباً، وتسعدها أبسط الأشياء.

تلك هي المرأة التي يحتفل العالم بيومها في الثامن من مارس كل عام، كتف وذراع ويد ممدودة في كل وقت، وقلب كبير يسع الجميع، ونصف مؤنس ومبهج على طول الرحلة، ورفيقة الدرب وسند الأوقات الصعبة فكل عام وكل نساء الأرض كل يوم بألف خير.

• هي تلك، التي عنوانها الصبر، وبابها العطاء، وحدودها الأمان.

amalalmenshawi@

للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر