في التسعين

الهشاشة والضغوط

فرح سالم

أكثر الأشياء التي كانت ملفتة للانتباه، هي هشاشة اللاعبين في التعامل مع الضغوط، سواء في المشاركات الخارجية مع منتخبنا الأول والأندية أو المنافسات المحلية، بداية من محاولة الرد على الجماهير بتصرفات مرفوضة مروراً بالتأثر من ردود الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي.

سمعنا مؤخراً أن العديد من اللاعبين يفضلون الابتعاد عن الإدلاء بالتصريحات بسبب تخوفهم من الردود في شبكات التواصل، ومن الجيد حقاً أن يركز اللاعب فقط على أدائه داخل أرضية الملعب، لكن التعامل الإعلامي أيضاً مهم جداً، ويضع النقاط على الحروف في العديد من الأحيان، ويظهر الكثير من التفاصيل المهمة التي يحتاجها المشجع والمتابع.

أحد الأشياء التي أثرت في مسألة التشويق في مسابقاتنا المحلية، هي ضعف الظهور الإعلامي للاعبين، إضافة إلى فقدان كرة القدم الإماراتية للنجوم الحقيقيين، الذين يجذبون الأنظار بمستوياتهم وبظهورهم في شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وبتحملهم للمسؤولية والنتائج السلبية، مثلما كنا نشاهد عندما كانت مسابقاتنا للهواة قبل أن يقل التشويق عاماً بعد الآخر مع دخول ما يسمى بالاحتراف.

المسألة ليست الهشاشة في الجانب الإعلامي، بل تعدت ذلك ووصلت إلى أرضية الملعب، وباتت ظاهرة في ضعف تعامل اللاعبين مع المباريات المهمة، إذ تجد شخصية اللاعب غائبة تماماً وهو ما لمسناه مع منتخبنا وأنديتنا خارجياً، عندما تلاحظ الاهتمام الإعلامي يتزايد ويتضاعف أيضاً في وسائل التواصل، سرعان ما يفشل اللاعب في التعامل معها في أقرب معترك.

للأسف، إدارات الأندية أثرت سلباً في هذا الجانب، بالتركيز دائماً على إبعادهم عن الضغوط وعدم تحميلهم المسؤولية، وهو ما خلق شخصية رياضية ضعيفة للأغلبية، على عكس ما كنا نشاهده لدى اللاعبين السابقين من تقبلهم للنقد وتحملهم للضغوط.

كرة القدم بمجمل تفاصيلها هي لعبة ضغوط، وعلى جميع اللاعبين أن يعتادوا على ذلك، بدلاً من التأثر بالتعليقات وردود الأفعال، يجب العمل على كيفية تجاوز هذه الضغوط والتعامل معها وتحويلها إلى دافع داخل الملعب، لأن أحد الأسباب التي دائماً ما نلمسها في تعثر ممثلينا خارجياً هي الشخصية الخجولة للاعب من المفترض أن يتمتع بعقلية احترافية.

• العديد من اللاعبين يفضلون الابتعاد عن الإدلاء بالتصريحات بسبب تخوفهم من الردود في شبكات التواصل.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر