خارج الصندوق

عقاريات متمكّنات

إسماعيل الحمادي

احتفاءً باليوم العالمي للمرأة، المصادف الثامن من مارس من كل سنة، لا يفوتني من هذا المنبر أن أتوجه بتحية تقدير لكل امرأة على وجه هذه الأرض، ولنساء دولة الإمارات مواطنات ومقيمات، ولكل امرأة سبق لي أن تعاملت معها من خلال مهنتي.. إلى كل أولئك النساء أقول لهن كل عام وأنتن بخير.

واحتفالاً بهذا اليوم لا يفوتني أن أخص بتقديري كل أولئك النساء اللاتي اقتحمن قطاع العقارات، وأثبتن وجودهن بهذا القطاع بطريقة أو أخرى، استثماراً وتطويراً ووساطة وتسويقاً وعملاً إدارياً.

من قال إن القطاع العقاري حكر على الرجل فقط؟! فالمرأة لها قوتها الكامنة في تحقيق النجاح بعالم العقارات أكثر من الرجال، وهذه حقيقة يثبتها الواقع والأرقام من الجهات الرسمية.

تتمتع المرأة في الإمارات بحقوق متساوية مع الرجل في مختلف المجالات، بما فيها فرص العمل، والحرية الاقتصادية والاجتماعية الواسعة، ما يجعلها قادرة على الاستثمار في العقارات بالطريقة نفسها التي يستثمر بها الرجال أو أكثر.

ولا يمكن إنكار أن النساء لعبن دوراً مهماً في سوق الاستثمار العقاري في دبي، وفي رفع القيمة الإجمالية للمبيعات العقارية، سواء كمستثمرات ومشتريات للعقارات أو كموظفات في الهيئات والجهات المعنية بالقطاع العقاري، أو كناشطات في مجال الوساطة والتسويق العقاري، حيث تشير بيانات رسمية في دبي إلى دخول نحو 26 ألفاً و698 امرأة مستثمرة للقطاع العقاري العام الماضي، وبلغ حجم استثماراتهن 33 ألفاً و419 استثماراً، بقيمة إجمالية تجاوزت 58.8 مليار درهم.

وأشارت البيانات نفسها إلى أن عدد النساء المستثمرات في القطاع العقاري بدبي نما بنسبة 50.8% العام الماضي، مقارنة بعام 2021، ونمت قيمة الاستثمارات 53%، كما نما معها عدد الاستثمارات بنسبة 50.7%. وتعكس هذه النسب والأرقام مدى ملاءمة البيئة الاستثمارية العقارية للمرأة، ومدى مرونة النساء في التعامل مع القطاع العقاري، وأخذ حصتهن من العائدات الاستثمارية التي تدرّها سوق عقارات دبي على المستثمرين.

من جهة أخرى، تعكس هذه الإحصاءات مدى وعي وثقافة النساء بأهمية الاستثمار العقاري، ودوره في تحقيق استقرارهن واستقلالهن مالياً.

وبحسب المصدر ذاته، تشكل النساء ما نسبته 34.8% من العدد الإجمالي للوسطاء العقاريين المسجلين في دبي، ما يبرز دور المرأة في سوق الوساطة العقارية، وإسهامها في تنشيط سوق العقارات، وتحفيز عمليات البيع والإيجار، علاوة على ذلك تلعب المرأة دوراً خلف المنصات والأقسام العقارية كموظفة معنية بتسيير خدمات ومعاملات المستثمرين ومختلف الأطراف ذات العلاقة بالعقار.

سواء كانت مستثمرة أو موظفة أو وسيطة، بطريقة أو بأخرى أثبتت المرأة قدرتها في التعامل مع القطاع العقاري، وبرهنت بالدليل القاطع أن مجال العقارات في دبي يتسع للجميع، وأن النجاح في سوق العقارات لا يتعلق برجل أو امرأة، وإنما بمن يمتلك القدرة على التعامل معه.

ولاتزال الفرص كبيرة ومتاحة أمام كل امرأة ذات شخصية استثمارية، وذات كفاءة للعمل في مجال العقارات. عام 2023 يزخر بفرص كبيرة أمام النساء للاستثمار والوساطة في العقارات الفاخرة والمباني التجارية والفنادق والمنتجعات السياحية وعقارات الضيافة والصناعة، لتحقيق مكاسب من الزخم الذي يشهده قطاع العقارات حالياً.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر