خارج الصندوق

جودة المناخ الاستثماري وعقارات دبي

إسماعيل الحمادي

تلعب جودة المناخ الاستثماري العام دوراً مهماً في نجاح الاستثمار العقاري في أي سوق، فالبيئة الاستثمارية المنتعشة عبر مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية تنعش بدورها مجال العقارات بمختلف أنواعه.

بمعنى أن من أساسيات تحقيق التكامل في أنواع الاستثمار العقاري، أن يتوافق مع انتعاش مجالات الاستثمارات الأخرى، وبيئة الأعمال بشكل عام.. وهذا ما تمكنت دبي من تحقيقه، بأن تحقق معادلة التكامل في الاستثمار بين مختلف القطاعات المكونة لمزيجها الاقتصادي البعيد عن النفط.

اليوم القطاع العقاري في دبي يستمد قوته من قوة قطاع التجارة والسياحة وصناعة الفعاليات والضيافة، وبدأت قوته تتعزز فعلياً من خلال قطاعات التكنولوجيا والصناعة والزراعة، وفق التحولات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها دبي، واستفادتها بشكل ملحوظ من التراجعات الاقتصادية العالمية التي تشهدها معظم الدول حتى اليوم، بسبب جائحة «كوفيد-19»، والأحداث العالمية، التي أسهمت في ارتفاع نسب التضخم العالمي، وتغيرات أسعار الفائدة، وأثرت بدورها بطريقة مباشرة على قطاع الأعمال في الدول الأوروبية خاصة، حيث تفيد تقارير عالمية حديثة بتسجيل تراجعات ضخمة في الأرباح والإيرادات للشركات المختلفة بتلك الدول، وإفلاس البعض منها، بسبب نقص السيولة، وارتفاع تكاليف التشغيل، واستمرار اضطرابات سلاسل التوريد. من جهة أخرى، تشير دراسات عن القطاع العقاري بتلك المناطق إلى تراجع حاد في مشروعات البناء وشراء العقارات، إلى جانب ارتفاع الأسعار إلى مستويات كبيرة.

وفي ظل هذه التغيرات، يعزز القطاع العقاري في دبي متانته بأساليب مبتكرة لتحقيق النمو المستدام، وفق استراتيجيات وخطط حكومية كبرى، تهدف إلى الارتقاء بدبي كواحدة من أقوى الاقتصادات العالمية، وواحدة من أحدث المدن وأفضلها للعيش والعمل والسكن خلال الفترة المقبلة.

ولعل من أضخم تلك الاستراتيجيات خطة دبي الحضرية 2040، وأجندة دبي الاقتصادية (D33).. خطتان تضمنتا أهدافاً كبرى لها تداعياتها الإيجابية على القطاع العقاري على المديين المتوسط والبعيد.

ولأن دبي اليوم هي مقصد لمختلف الأطياف المجتمعية، لاسيما الكوادر المهنية وكبار رجال الأعمال والأثرياء والباحثين والمبتكرين، فإن جاذبيتها ستتعزز مستقبلاً، ولأن موازين العالم واقتصاداته في تقلب مستمر، إلى جانب التغيرات المناخية الحادة التي تشهدها الكرة الأرضية، فالوضع يتطلب من المطورين في دبي تقديم تجربة عقارية فريدة من نوعها في الإنتاج العقاري، قائمة على الابتكار واستشراف المستقبل، لتجاوز التحديات، واستغلال التكنولوجيا المتقدمة والمعرفة لطرح منتج عقاري له المقدرة على مواجهة التغيرات الخارجية والداخلية، والمخاطر المحتملة بمختلف أنواعها، بقصد الحفاظ على مكانة دبي العقارية عالمياً كما هي الآن، وإيجاد مكانة تليق بمكانة مدينة مصنفة لتصبح ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية حول العالم بحلول عام 2033.

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر