دبي تُحرِّك العالم نحو الأفضل

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

لاتزال دولة الإمارات العربية المتحدة تدير الملفات العالمية نحو الأفضل للبشرية، لإيمانها العميق بالإخاء الإنساني، وأن العالم لا يستقيم وضعه إلا بتبادل المصالح وتكاتف الجهود لما فيه نفع الإنسانية جمعاء.

وها هي تعقد القمة العاشرة للحكومات تحت شعار «استشراف مستقبل الحكومات»، المستقبل الذي استشرفته دولة الإمارات العربية المتحدة من وقت مبكر بكل جد وطموح، فحققت الكثير من الرقي والازدهار لشعبها، ومن أراد لنفسه الخير على ثراها الطاهر، ولاتزال تطمح للأكثر مما ينفع الناس ويمكث في الأرض، غير أنها - لخيريَّتها المثلى - لا ترى السعادة لنفسها حتى تراها تعم الجميع، فدأبت منذ 10 سنين تعقد مثل هذا المؤتمر العالمي لتتبادل الخبرات مع الدول المختلفة التي لديها طموح مثالي نحو تحقيق السعادة لمواطنيها والبشرية، فينتج عن ذلك تخطي العقبات التي تقف في وجه التنمية المختلفة، وتفتح الآفاق للمستقبل المشرق الذي يسعى إليه كل طموح للمعالي.

وتأتي القمة العاشرة هذه السنة التي جمعت زخَماً عالمياً غير مسبوق، إذ يشارك فيها نخبة من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار ورواد الفكر والمختصين في الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية من مختلف دول العالم، وتضم 20 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 250 وزيراً، و10 آلاف من المسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء العالميين، كما أفاد منظمو القمة المباركون.

تأتي هذه الدورة للقمة بنظريات طموحة من أجل تحقيق نجاح ملموس لما تهدف إليه، وهو تشكيل مستقبل أفضل للبشرية، فقد أعدت أجندتها لتسلط الضوء على ستة محاور أساسية، هي:

■ تسريع التنمية والحوكمة التي تمكن الحكومات من وضع النماذج الحكومية والسياسات والتكنولوجيا المبتكرة، من خلال الارتقاء بالخدمات الحكومية والابتكار من أجل مصلحة البشرية.

■ مستقبل المجتمعات والرعاية الصحية، ويتناول أثر العولمة في المجتمعات الافتراضية، وأهمية معالجة القضايا المتعلقة بأخلاقيات العمل والسلوك، ومعالجة حالة أنظمة الصحة العالمية، بما يتضمن الصحة العقلية وتحليل التطورات المستقبلية للبشرية.

■ استكشاف آفاق جديدة للعلم من خلال العلوم والتكنولوجيا لحل أبرز التحديات، واغتنام فرص العِقد المقبل.

■ حوكمة المرونة الاقتصادية، والتواصل ومناقشة عمليات دعم وتطبيق الأُطر والهياكل الاقتصادية، والسياسات التي تسهم في تعزيز الانتعاش الاقتصادي، وتمكين الحكومات من تحقيق المرونة الاقتصادية والازدهار والشفافية، عن طريق الحد من آثار الأزمات التي هي من صنع الإنسان.

■ وتصميم واستدامة المدن العالمية، من حيث تسريع عملية الاستدامة، وتوفير الموارد للعالم نحو التوسع الحضري السريع، الذي يمكن الحكومات من أن تنشئ مُدناً مستدامة من خلال علم النفس الحضري، والبنية التحتية الذكية، وأنظمة النقل المستدامة، وإنتاج واستهلاك الطاقة المستدامة، إلى جانب مشاركة المواطنين والحكومات.

■ الاهتمام بالتعليم والوظائف كأولويات الحكومة في تحقيق التغييرات للأجيال المقبلة وتطويرها، وأهمية تكيف الحكومات مع الظروف والتغيرات السريعة في القوى العاملة والقطاعات التعليمية لدعم الفكر الجديد، ونماذج العمل والتنمية الوطنية، وتطوير المهارات.

فهذه المحاور المحورية التي سعت اللجنة المنظمة - الموفقة - للقمة لطرحها على أهل الحل والعَقد من سياسيين ومفكرين ورجال أعمال؛ لابد أن نرى واقعها في العالم العربي على الأقل؛ لأنه الأكثر حاجة لتجديد واقعه الذي لا يسر، إلى عالم متطور تطوراً يتناسب مع المتغيرات العالمية، مع المحافظة على الثوابت الدينية والخلقية والهوية الوطنية لكل دولة، كما هي حال دولة الإمارات العربية المتحدة التي حققت النمو الحضاري والتقني، واستثمرت في الموارد البشرية استثماراً مكّنها من غزو الفضاء، وهو الاستثمار الذي يعد اليوم أكبر ثرواتها في تحقيق النمو المطرد، وقيادة المستقبل بأفضل الطرق المبتكرة، وها هي تعرض خبراتها لكل من يستشرف المستقبل بعين باصرة.

حفظ الله القيادة الطموحة للمعالي، وبارك في جهودها.

«كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر