أين الخلل في المنتخب

حسين الشيباني

يشهد المنتخب الوطني الأول لكرة القدم حالة من عدم الاستقرار في السنوات الأربع الأخيرة، وتحديداً بعد انتهاء مهمة المدرب الوطني مهدي علي، ومنذ ذلك الوقت تعاقب على تدريب المنتخب خمسة مدربين، وبات واضحاً أن غياب الاستقرار الفني وتذبذب المستوى افقد المنتخب هويته وشخصيته وبات مهزوزاً في كل مشاركة، سواء رسمية أو ودية، بعد أن كان مرعباً على المستوى القاري، وهذا كله بسبب عدم وجود رؤية واستراتيجية يعتمد عليها في التخطيط الطويل للارتقاء بمنظومة العمل.

على مدى أربع سنوات شهدت كثرة تغييرات في الأجهزة الفنية هبط مستوى المنتخب، والإدارات تلجأ إلى الحل الأسهل بإقالة المدربين دون أن تقوم بتحليل المعوقات والعمل على تداركها لتكملة المسيرة بخطوات ثابتة، والدليل أن النتائج ربما تتحسن من مباراة إلى أخرى، لكنها تعود إلى التدني مرة أخرى، لأن معوقات العمل لم يتم حلها، وهذا كان واضحاً بين مستوى المنتخب في مباراته ضد منتخب كوريا الجنوبية في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم (قطر 2022)، إذ قدم مستوى فنياً جيداً بالفوز على كوريا الجنوبية والتأهل للملحق ضد أستراليا والظهور بمستوى لافت وكنا الأفضل خلال سير المباراة، وكنا على بعد خطوة للتأهل لنهائيات كأس العالم، لكن بعد ذلك تراجع أداء المنتخب في بطولة كأس الخليج (خليجي 25) في العراق، وظهر الأبيض بمستوى فقير ومحبط، وتذبذب في المستوى بشكل مخيف وصدمة غير متوقعة للشارع الرياضي.

كل مدرب له مميزات وعيوب، ومن الصعب أن تجد إنساناً كاملاً، وهنا دور الإدارة في العمل على دعم المدرب ومناقشته بشكل دائم وفق الاستراتيجية التي تم وضعها من أجل ضمان التنفيذ الجيد لها.

إذن أين الخلل؟ في المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب (خمسة مدربين)؟ أم في منظومة الاحتراف الكروي؟ أم في اللاعبين المحترفين الذين يتدربون ساعتين في أنديتهم ويعملون في الفترة الصباحية؟، وهل يوجد مسمى مهنة لاعب محترف في منظومة الاحتراف الكروي في دورينا؟ أم أن احترافنا على الورق؟ وهل نخدع الشارع الرياضي بأن لاعبينا محترفون وهم في الحقيقة (هواة)؟ ما أدى إلى الخلل في نتائج المنتخب.

نتائج المنتخب ربما تتحسن من مباراة إلى أخرى، لكنها تعود إلى التدني مرة أخرى لأن معوقات العمل لم يتم حلها.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر