2023.. عام استعادة المستثمر الصيني لسوق العقار

إسماعيل الحمادي

في عام 2018، كان المستثمرون الصينيون يحتلون المركز الرابع من حيث عدد الجنسيات الأكثر استثماراً في قطاع عقارات دبي، إلى جانب المستثمرين من الهند، والمملكة المتحدة، وباكستان.

وخلال آخر ثلاث سنوات، سجل القطاع انخفاضاً حاداً في عدد المستثمرين من الصين، بما في ذلك العام الماضي الذي شهد فيه القطاع أوج ذروة نشاطه، في ظل غياب شبه تام للمستثمرين الصينيين، بسبب القيود المشددة التي فرضتها الصين على مواطنيها لتطويق انتشار «كوفيد-19».

مع إعلان الصين عن رفع القيود، وفتح مطاراتها، واستعادة حركة السفر والطيران بها، ننتظر أن يستعيد المستثمرون الصينيون مكانتهم في قطاع عقارات دبي خلال العام الجاري، فضلاً عن استعادة قطاع السياحة في دبي لعدد السياح من الصين الذين سجلوا غياباً خلال الفترات الأخيرة.

منذ دخوله إلى سوق دبي العقارية في عام 1996، كان ولايزال المستثمر الصيني يشكل أحد أعمدة الاستثمار المباشر في عقارات دبي، وقد حان الوقت للالتفات إلى هذا العمود خلال الفترة الحالية، وتكثيف الجهود لتعريف المستثمر الصيني الجديد بمستجدات البيئة الاستثمارية في دبي، وقوانين الإقامة التي شهدت تغييراً كبيراً منذ عام 2020 حتى الآن.

حان الوقت لإعادة تفعيل المكاتب التمثيلية التي افتتحتها دائرة الأراضي والأملاك في الصين سابقاً، وتعزيز انتشارها بمختلف المدن الصينية، وإحياء مختلف الفعاليات الترويجية التي كانت تقودها لاستهداف المستثمرين في الصين، من خلال عمليات الترويج لمشروعات وبيئة دبي الاستثمارية، مثلما كان الوضع في عام 2018، حيث قادت الدائرة أكثر من 11 عرضاً ترويجياً لمطورين عقاريين في دبي، بالصين.

وأظن أن الأمر سيكون له صدى كبير، ونتائج تفوق التوقعات في ظل الواقع الذي يسجله قطاع العقارات في الصين خلال الفترات الحالية، مقارنة بما يسجله قطاع العقار في دبي، إذ تشير إحصاءات عالمية عدة إلى تراجع الأداء العقاري في الصين، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة على الرهون العقارية، فضلاً عن ارتفاع أسعار العقارات في الصين مقارنة بدبي، حيث يمكن للمشتري تملك مساحة عقارية في دبي تفوق ثلاثة أضعاف المساحة بمدينة شنغهاي بقيمة مليون دولار.

خلال العام الماضي والعام الجاري 2023، يلعب المستثمرون من مختلف الجنسيات دوراً كبيراً في صنع المشهد العقاري في دبي، ويجب تعزيز هذا المشهد بعودة المستثمرين الصينيين للسوق مرة أخرى.

لنتخيل قليلاً لو تعزز قطاع العقارات في عام 2022 بالمستثمرين الصينيين إلى جانب المستثمرين الآخرين، فكيف سيصبح الأداء العقاري السنوي يا ترى؟

ما لم يتم تحقيقه خلال العام الماضي، يجب تحقيقه خلال العام الجاري، لذا يجب تكثيف الجهود لتحقيق ذلك، وللحفاظ على ديمومة النشاط العقاري في عام 2023 امتداداً لعام 2022.

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر