ردّة فعل الشارع الرياضي طبيعية

يوسف الأحمد

من الطبيعي أن تأتي ردة فعل الشارع الرياضي غاضبة وقاسية بعد السقوط المتتالي لمنتخبنا أمام البحرين والكويت، كيف لا؟ وقد كانت الآمال معلقة بانطلاقة مغايرة وظهورٍ مختلف شكلاً وعملاً لقطف أولى الثمرات وتعويض ما فات من سنواتٍ جافة، ذلك وفقاً للمخرجات المتوقعة للمنهجية والرؤية التي تخللتها وعود وأحلام بقادمٍ جديد يُرضي ويُسعد الجميع. فقد رحلنا إلى البصرة بحلم الفوز بالكأس وبداعي المنافسة عليها، مثلما أُريدت أن تكون أيضاً خط أساسٍ كي يبدأ المنتخب رحلة التجديد وينطلق من خلالها، بعد ثلاث سنوات من المحاولة والتجريب مع مدارس تدريبية مختلفة ومجموعات عديدة من اللاعبين حضرت ورحلت كغيرها، لكن ذلك لم يشفع في صنع الهوية، وعجز عن تكوين نواة الاستقرار التي تقوم عليها أركان المنتخب، إذ مازلنا نبحث عن ذاتنا الغائبة في جميع البطولات بعد أن صار الحضور فيها شرفياً. فالمقام هنا ليس لسرد الأسباب أو استعراض دواعي الفشل والإخفاق التي يعلمها الصغير قبل الكبير، وليس كذلك لجلد وتفريغ شحنات الغضب في المدرب واللاعبين، فقد سئمت الجماهير من إعادة أسطوانتها عند كل مناسبة وسئمنا أيضاً من النقاش والتحليل الذي يدور في نفس حلقتها، حتى أصبح مثل المُعلقة التي يُرددها البعض عند النوحِ على أطلال الماضي، مثلما صار الآخر يرمي وابل الاتهام في كل اتجاه باحثاً عن كبش فداء لتحميله وِزر الإخفاق. لكن لنعود لدفتر السنوات القريبة التي شاب ساحتها لغط وجدل واختلاف بين أطراف اللعبة، حتى صارت فصولها الأخيرة كمرحلة احتضار لأبيضنا ونهاية لجيلٍ سطر أفضل مشاوير التألق والحصاد في مختلف الميادين التي خاضها من كأس الخليج إلى الأسياد وانتهاءً بالأولمبياد. ولنسأل أنفسنا الآن، كيف تفككت وسقطت تلك المنظومة المتكاملة؟ ولماذا تشتت جيل ذهبي وانتهى سريعاً بعد أن عشنا معه أجمل وأزهى فترة في تاريخ المنتخب؟ أليس من يتباكى الآن هو من هاجم وانتقد المنتخب بأقسى العبارات في ذاك الوقت؟ ألا نتذكر المفردات الخداعة والحوارات الموجهة التي هزت غصن الثقة وشرخت جدار العلاقة حينها بين المدرب ولاعبيه؟ هل نتذكر بعدها ما حدث من فتور وانفلات في محيط المنتخب وكيف أسهم في انهيار ذاك العمل والإنجاز؟ نعم هناك خلل في المنظومة الحالية وهناك قصور في الأدوار، لكن هناك من يهرب من المسؤولية متذرياً خلف ستار الخذلان والأعذار والظروف، رغم أن ما يحدث لكرة الإمارات يتحمله الجميع ويتقاسمون مسؤوليته دون استثناء!

• ما يحدث لكرة الإمارات يتحمله الجميع ويتقاسمون مسؤوليته دون استثناء.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر