فجوة العقارات الفاخرة.. اختلاف الأذواق وعدم الاستجابة الكافية

إسماعيل الحمادي

أشار تقرير صادر في الأسابيع القليلة الماضية عن إحدى أكبر شركات أبحاث السوق العقارية في إمارة دبي، إلى ارتفاع متوقع لأسعار العقارات الفاخرة في الإمارة العام المقبل، بمعدل يفوق ستة أضعاف قرينتها في كل من نيويورك وشنغهاي، وأربعة أضعاف مقارنة بعقارات باريس وسنغافورة.

وأرجع التقرير السبب في هذا الارتفاع إلى شح المعروض في سوق العقارات الفاخرة، وارتفاع الطلب في ظل عدم الاستجابة الكافية للمطورين لتلبية احتياجات القطاع في هذا المجال كما كان سابقاً دائماً.

أثناء الاطلاع على هذا التقرير تبادرت إلى ذهني أسئلة عدة مثل: هل تعاني دبي قلة المناطق المخصصة لطرح مشروعات عقارية فاخرة؟ وهل تعاني دبي قلة المطورين العقاريين؟ وهل يشهد القطاع شحاً في تطوير مثل هذه المشروعات فعلاً؟

في الواقع دبي لا تعاني قلة المواقع التي يمكن تنفيذ مشروعات فاخرة فيها، فالواجهات البحرية أو المائية التي اقترنت غالباً باسم «العقارات الفاخرة» متوافرة، خصوصاً مع دخول «خطة دبي الحضرية 2040» حيز التنفيذ، والتي من أهم مستهدفاتها زيادة المساحات المخصصة للشواطئ العامة بنسبة 400%، ما يعني رفع نسبة المناطق بقرب المسطحات المائية، وربما خير مثال على ذلك مشروع «جزر دبي» الذي سيضيف إلى دبي نحو 20 كيلومتراً من الشواطئ البحرية.

وعلى صعيد آخر لا تعاني دبي قلة شركات التطوير العقاري، فهي تضم مئات الشركات من مختلف الأحجام، والمصنفة ضمن شركات عالمية وإقليمية، ولها بصمتها في صناعة العقارات الفاخرة، وبهذا لا يمكن القول إن سوق دبي تعاني شحاً في تطوير المشروعات العقارية الفاخرة، بدليل أننا أصبحنا نلاحظ العديد من المطورين قد تمكنوا من طرح مشروعات عدة في مجال العقار الفاخر.

لكن يمكن القول إن المعروض لم يعد يسدّ حجم الطلب من جهة، كما يمكن القول كذلك إن درجة الفخامة المطروحة في السوق تتفاوت وتختلف من مطور إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى من جهة ثانية.

بصرف النظر عن المناطق الرئيسة التي ارتبطت بالمعنى الحقيقي لفخامة العقار في دبي، وفي مقدمتها منطقة «نخلة جميرا»، فقد تجد في السوق وحدة فخمة جداً لكن الموقع غير مناسب، وقد تجد العكس، فالموقع رئيسي وجذاب، لكن درجة فخامة الوحدة لا تتطابق مع مميزات الموقع، وتلك آلية أوجدت خللاً في الطلب رغم توافر المعروض. وهنا تدخل مسألة «الذوق» لدى متعاملي سوق العقارات الفاخرة.

ربما توجد أسباب أخرى خفية نجهلها تتعلق بالتمويل، وكلفة إنجاز المشروعات الفاخرة الضخمة مثلاً، وهنا يجب على الجهات المعنية بالقطاع التدخل لبحث العوامل الحقيقية لهذا الوضع، وإيجاد حل مناسب لتمكين هؤلاء المطورين من تغطية الطلب، ومنح فرصة لمطورين جدد لأخذ حصتهم من سوق العقارات الفاخرة، وسد الفجوة، وتعزيز تنافسية السوق عالمياً.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر