عام عقاري ناجح.. والقادم أفضل

إسماعيل الحمادي

بدأ العد التنازلي للسنة العقارية 2022، السنة التي حقق فيها القطاع العقاري في دبي أقوى أداء في تاريخه عبر أشهر السنة كافة، بما فيها أشهر الصيف الحارة التي كانت عادة ما تواجه فيها السوق ركوداً في التعاملات وتراجعاً في المبيعات، ما يدفع بالمطورين العقاريين إلى طرح العروض العقارية والتسهيلات، فترى «الصيف» موسماً عامراً بالعروض العقارية من قبل أكبر مطور إلى أصغرهم، لتشجيع حركة البيع في الصيف.

وعلى غير العادة، فصيف عام 2022 لم يحمل في طياته عروضاً عقارية من المطورين كما العادة، بل حمل معه مزيداً من طرح مشروعات جديدة تنوعت فيها الخيارات من حيث المساحة، والموقع والنوعية، واعتبر أغسطس من أفضل الشهور أداء على مدار 12 عاماً مضت، علماً بأن «أغسطس» من أكثر الشهور تراجعاً في الأداء كل عام، كونه شهر إجازات بشكل عام.. والسؤال هنا: ماذا ينتظر القطاع العقاري لما تبقى من العام الجاري؟

تشير كل المؤشرات والتوقعات إلى زخم متوقع مع نهاية العام الجاري: زيادة في عدد التداولات، وارتفاع في عدد وقيمة المبيعات، وارتفاع في الأسعار كذلك، مع إقبال أكبر على العقارات الفاخرة، لكن هذا لا يعني التهاون والاتكال على المؤشرات والتوقعات، بل يجب اتخاذ كل الحلول والإجراءات المناسبة، لتحقيق هذه التوقعات وتحويلها إلى واقع ملموس.

دائماً تكون آخر السنة، هي أيام الحصاد التي تعوّل عليها مختلف القطاعات الاقتصادية، لمراجعة الإنجازات التي تم تحقيقها، والنتائج التي تم جنيها من جهد عام كامل، وكذلك الأمر بالنسبة للقطاع العقاري، إذ تتسارع دراسات السوق المحلية والعالمية على كشف ما حققه طيلة عام كامل، وتبدأ شركات العقار بمختلف أنواعها، بدءاً من شركات التطوير إلى شركات التسويق والوساطة، في مضاعفة جهودها في بيع ما يمكن بيعه من عقارات مشروعات طرحت العام الجاري، للتفرغ لعام جديد ومشروعات جديدة، وخطط عمل جديدة.

ونحن نعيش الأسبوع الجاري أجواء نسخة جديدة من معرض «سيتي سكيب»، أكبر معرض عقاري في المنطقة، والذي ننتظر منه أن يقفز بعدد الصفقات المحققة خلال العام الجاري، خصوصاً أنه تزامن مع أسبوع حافل بإطلاق مشروعات جديدة في السوق، إذ يتوقع أن تشهد هذه النسخة تنوعاً في المعروض العقاري، والتركيز على العقارات الفاخرة ومشروعات محددة من طرف المطورين، ليكون الربع الأخير أقوى ربع من حيث الإنجازات المتوقعة في مسار قطاع عقارات دبي لعام 2022. ومن هذا الباب، يجب على الجميع التكاتف، لتكون سنة إنجازات لمختلف الشركات وللقطاع العقاري أولاً.

إنجازات قطاع عقارات دبي حتى الآن هي مُرضية جدّاً، ولم تدّخر المصادر الإعلامية الأجنبية جهداً بالإشادة بهذه الإنجازات التي قلبت موازين سوق العقارات العالمية، التي سجلت تراجعاً كبيراً في مختلف الأسواق العقارية المعهودة، نتيجة التضخم، وارتفاع فوائد القروض العقارية.

كما لم تدّخر البيانات والتقارير العالمية جهداً في تسليط الضوء على الوضع الاقتصادي المحلي، ومقارنته بالوضع العالمي، ودوره في نشاط القطاع العقاري، وسرعة تعافيه التي أبهرت العالم، لكن هذا لم يأتِ بمحض الصدفة، بل بفضل جهود عدة لحماية القطاع.

ولذلك، فإن مستقبل القطاع اليوم، لا يقتصر فقط على جهود المطور العقاري، أو الجهة الحكومية المنظمة والمسيّرة للقطاع، بل هو عصارة جهود كل الأطراف المعنية من صانع قرار، ومطور عقاري ووسيط، مروراً بمدير العقار، والمسوّق، وصولاً إلى المستهلك، نتكاتف معاً لنرتقي بالقطاع، ويستفيد الجميع دون استثناء على المدى الطويل.

على ثقة تامة أن القادم أفضل، وسيحقق القطاع ارتفاعاً في قيمة مبيعات الربع الأخير من هذه السنة، بناءً على ما يجري في ساحة السوق حالياً، وتحركات مختلف هذه الشركات، ليبدأ عاماً عقارياً جديداً أكثر قوة ونشاطاً.

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر