ثقافة عقارية

وليد الزرعوني

مع بروز الأهمية الاقتصادية لقطاع الاستثمار العقاري في دولة الإمارات عموماً، وإمارة دبي بشكل خاص، يتطلب القطاع دائماً السعي المستمر للحفاظ على هذا الزخم المتواصل، سواء من خلال مبادرات حكومية أو نشاط القطاع الخاص والمؤسسات العاملة في القطاع.

وفي هذا المقال، أتحدث عن تحقيق التكامل من خلال ركن مهم، يتمثل في تمكين الأدوات لتنشيط الثقافة العقارية لدى المواطنين والمقيمين داخل الدولة، لاسيما أن الاستثمار العقاري يعتبر واحداً من ضمن قائمة الاستثمارات طويلة الأجل، التي تعد أحد أهم وأفضل أنواع الاستثمارات بوجه عام.

ولتحقيق ذلك، يتطلب الأمر إطلاق إجراءات، منها الدعوة إلى تنظيم الندوات والدورات الثقافية التي تركز في أعمالها على القطاع العقاري وأهمية الاستثمار فيه.

وهنا أقترح أن يتم التركيز على الورش التوعوية والتثقيفية في المدارس الثانوية وقطاعات النشء، بما يسهم في التوعية والتثقيف، وخلق فرص عمل في القطاع، والتي من خلالها سيتم التعريف بالعقار، وكيف أنه ملاذ آمن ومستقبل جيد للعمل والاستثمار في الوقت نفسه. وأؤكد أن هذه الدورات ستضمن صناعة جيل جديد من العقاريين الملمين بقدرة القطاع على صنع الفارق في حياتهم، سواء التعرف إلى كيفية شراء عقار للسكن أو الاستثمار والفوز بأفضل صفقة متاحة في السوق وفق القدرة المالية المتاحة، ومن جانب آخر، جذب المواطنين للعمل في القطاع العقاري، بنسب تراوح بين 15 و20% في المستقبل، بما يخفف الضغط عن التوظيف في القطاعات الأخرى، والقطاع الحكومي تحديداً.

كما أقترح أيضاً أن يتم وضع خطط تقودها الجهات الحكومية القائمة على قطاع التعليم في دولة الإمارات، بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص المتخصصة لتنظيم هذه الدورات والندوات، كما يمكن اقتراح وضع موضوع عقاري شيق وأساسي في المناهج الدراسية للطلاب، منذ المراحل الأولى للتعليم، ثم المراحل المتوسطة والثانوية، لكي يتعلق الطفل منذ الصغر بالعقار كوظيفة واستثمار محتمل في المستقبل.

وبهذه الطريقة، نوفر طلباً إضافياً على العقار، ونضمن جيلاً مثقفاً بضوابط السوق العقارية، والإجراءات والضوابط المتبعة لضمان استثمار عقاري ناجح، إضافة إلى رفع «الجهالة» بين طلاب المدارس بالمراحل الثانوية عن ماهية القطاع العقاري.

ومن المهم للمستثمر العقاري أن يأخذ بالحسبان أن التعلّم والتثقيف الذاتي بشأن العقار مليء بالتحديات لشخص مبتدئ، يفتقر لتجربة الاستثمار العقاري، لهذا يعمد المستثمرون الفاعلون في العقار لإيعاز جزء من نجاحهم للآخرين، ولكل من أسهم في إنجاح تجربة الاستثمار في العقارات.

ومن هذا المنطلق، قد يكون هناك دور مهم للمطورين العقاريين، وشركات الوساطة العقارية الأبرز في الدولة، لتخصيص الكوادر الواعية لإدارة هذه الندوات والدورات التوعوية في المدارس والجامعات، وذلك تحت إشراف حكومي.

الاستثمار العقاري ضمن قائمة الاستثمارات طويلة الأجل التي تعد أحد أهم وأفضل أنواع الاستثمارات بوجه عام.

رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»

@WalidAlzarooni

walid.alzarooni@gmail.com 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر