كذبات عقارية تسويقية

إسماعيل الحمادي

تنتشر في عمليات التسويق العقاري والإعلانات العقارية، كذبات عقارية عدة، لا صحة لها في الوجود والواقع، بل هي مجرد طعم لاستدراج المتعاملين وجذب المشترين فحسب، هذه الكذبات لا يعتمدها متمرسون ومحترفون في التسويق والوساطة العقارية، بل بعض الدخلاء الجدد على المهنة، قد يكون الأمر جهلاً منهم بواقع السوق، وقد يكون الأمر متعمداً بهدف بيع مشروعاتهم العقارية بأي طريقة. لكن ما يجب قوله هنا، هو أن المشروع العقاري الجيد والمدروس جيداً لا يحتاج إلى كذبات مثل هذه لتسويقه، بل يسوق نفسه بنفسه، ولنا على أرض الواقع أمثلة عديدة لمشروعات طرحت وبيعت في ظرف زمني قياسي.

من تلك الكذبات التي يجب الحذر منها في أي إعلان عقاري، العائد الاستثماري المضمون على الوحدة العقارية، لأن الواقع أثبت ولايزال يثبت، أنه لا يوجد عائد استثماري مضمون على العقار بأي سوق، كون أن نسبة العائد الاستثماري، سواء على إعادة البيع أو الإيجار مرتبطة بظروف السوق وطبيعة المنطقة والموقع وبالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية العامة، المحلية والدولية، فهي معرضة إمّا للارتفاع أو للتراجع. الصحيح في الإعلان، عدم تحديد نسبة العائد بشكل قطعي وثابت، وإنما هي نسب متراوحة بين أدنى قيمة وأقصى قيمة متوقعة بالمنطقة.

رسوم خدمات وصيانة ثابتة، كذبة أخرى، لا تصدقها إذا رأيتها في إعلان عقاري ما، رسوم الخدمات متغيرة حسب تغير طبيعة الخدمات وعدد دورات الصيانة السنوية للعقار، ومتغيرة حسب طبيعة المناطق المشتركة للمجتمع السكني، ومتغيرة حسب أسعار مواد الصيانة والأسعار العامة للمواد الاستهلاكية في السوق، كالوقود مثلاً، لذلك لا توجد رسوم خدمات ثابتة على العقار.

ضمان مستأجر لمدة معينة، سنتين أو ثلاث أو خمس سنوات، كذبة أخرى يجب التنبه لها في الإعلان العقاري، لا يوجد في السوق، مستأجر مضمون، خاصة إذا كانت هناك منافسة ومعروض زائد في السوق والمنطقة، فالمستأجر يحتاج لتغيير الوحدة العقارية، لأسباب السعر والمساحة وتغير الاحتياجات اليومية له ولعائلته وللتغييرات الوظيفية. الصحيح أن تقدم لك الشركة خدمة الإشراف الإداري على العقار، كخدمة ما بعد البيع، وهذه الخدمة لا تعني أنها تضمن لك مستأجراً وإشغالاً دائماً لعقارك، فالأمر مرتبط بنوعية الوحدة والطلب والمنطقة وظروف السوق.

كانت هذه أهم ثلاث كذبات عقارية، تنتشر بكثرة وبشكل علني في الإعلانات العقارية، يجب الحذر والتأكد منها، قبل الانجراف خلف الصفقة المعلن عنها، وهناك كذبات أخرى تكون خفية لا تظهر في الإعلان، ويمكن التنبه لها من خلال الحديث مع الجهة المعلنة، مثل إخفاء هوية المشروع والمطور ورقم المشروع وغيرها، في هذه الحالات يجب عدم التفكير كلياً في مثل هذه الصفقات، فالثقة والصدقية تلعبان دوراً في توجيه بوصلة استثمارك نحو مسارها الصحيح.

المشروع العقاري الجيد والمدروس جيداً لا يحتاج إلى كذبات مثل هذه لتسويقه.

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر