نصائح مهمة للمقبلين على البناء

إسماعيل الحمادي

ليس كل من بنى بيتاً خبيراً في البناء! حقيقة يجب أن يدركها كل من هو مقبل على البناء سواء كان سكنياً أو تجارياً أو صناعياً، فلكل مشروع عقد وشروط ومواصفات وطبيعة خاصة به، ولا يمكن قياس التجربة الشخصية في مشروع أو أكثر على كل المشروعات.

الخطأ الأكبر الذي يقع فيه العديد من المُلاّك المقبلين على بناء مساكن لهم، هو عدم إلمامهم الشامل بجوانب البناء التي تكفل لهم السير الحسن لتنفيذ المشروع، وتوجيه أفضل ميزانية للبناء، فكثير منهم يقع ضحية نصائح مغلوطة من غير المتخصصين في المجال، ما يضعهم في موقف صعب من حيث وقت تسليم المشروع والكلفة النهائية للبناء. كما يضطر الكثير منهم لوقف عملية البناء إلى وقت آخر، لذلك ارتأينا اليوم تسليط الضوء على بعض النقاط المهمة في مجال البناء التي يجب على المُلاّك التنبه لها، لتجنب تعثر مراحل سير البناء، وتقليص الكلفة الإجمالية للبناء قدر المستطاع.

من الخطوات التي يجب على صاحب البناء أن يكون واعياً بها، اختيار الاستشاري المناسب والموثوق به، فهناك تنوع واختلاف في عدد مكاتب الاستشارات الهندسية في الدولة من ناحية التصنيف والخبرات وطريقة العمل، كما تتفاوت في الرسوم المطلوبة مقابل الخدمات المقدمة.

ومن أهم مهام «الاستشاري» التي يجب أن يكون المالك على دراية بها هي وضع التصاميم اللازمة بما يتماشى مع متطلبات المالك الوظيفية، والمالية، والزمنية، وتحضير جداول الكميات والمواصفات الخاصة بالمشروع، بما يلبي رغبات المالك، وما يتوافق مع الميزانية المحددة سابقاً، إضافة إلى مراجعة فواتير المقاول، والدفعات الخاصة بالمشروع، والتأكد من مطابقتها للواقع والعقود، واعتمادها قبل إرسالها إلى المالك، لذلك على المالك قبل اختيار وتعيين «الاستشاري» المناسب، أن يحدد بدقة الميزانية المرصودة للبناء، والتكاليف الإضافية المحتملة، وتحديد احتياجاته ومتطلباته في البناء والمدة الزمنية له.

بعد مرحلة اختيار «الاستشاري» وتعيينه، يجب أن يكون المالك على دراية واطلاع على مراحل تجهيز المخططات والوثائق، ومعرفة آلية اختيار المقاول المناسب خطوة بخطوة، وأن يكون له دور في اختيار وتحديد المواد المستخدمة في البناء، والموافقة على التصميم النهائي للمشروع، وتعديل ما يمكن تعديله قبل تسليم العمل للمقاول، لأن أي تغيير بعدها سيكلفة ميزانية إضافية.

وتأتي بعد ذلك مرحلة اختيار وتعيين المقاول، والذي يجب أن يكون اختياره عن طريق طرح عطاء نظامي وليس عن طريق التزكية. كما يفضل أحياناً اقتراح مقاولين من قبل المالك، وعدم ترك المقاولين المقترحين من قبل «الاستشاري» فقط، فضلاً عن الاجتماع مع المقاول ومحاورته عن المشروع لأخذ فكرة عن طريقة عمله، مع طلب «بروفايل» الشركة، وقائمة المشروعات المنجزة، والمشروعات «قيد الإنشاء»، وكذلك قائمة بعدد العمال وكادر الشركة لمعرفة إمكاناتها وقدرتها على استيعاب مشروعات جديدة، والإشراف على اختيار مواد البناء والمشتريات الخاصة بالمشروع حتى لا يفاجأ المالك ببند إضافي بعقد المقاول.

هناك خطوات عدة مهمة، لكن قد تكون هذه أهمها بالنسبة للمالك الذي يجب أن يكون على وعي بها، لتجنب عمليات «الالتفاف» التي يمارسها البعض على المُلاّك لزيادة أرباحهم، وإغراقهم في دوامة من الديون والتكاليف الإضافية في مجال البناء.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر