هل سبق أن قرأت كتاباً غيّر حياتك؟

د. كمال عبدالملك

في لقاءات مع أساتذة جامعة هارفارد سألتهم مجلة «هارفارد غازيت» عن التجارب والأفكار والحكمة غير المألوفة في الكتب التي غيّرت حياتهم.

وجاءت الردود مسلّطة الضوء على الخيال والفلسفة والشعر والسيرة الذاتية.

ذكرت د. دانييلا ألين، مدير مركز إدموند ج. هذه الكتب: «أرسطو: الأخلاق النيقوماخية» و«السياسة» و«كتاب الشعر»، «تعلمت منها كيفية تحليل المشاكل وموازنة العديد من الرهانات البشرية المتداخلة والقدرة على رؤية الكويكبات في الفضاء مع عدم إغفال الألغام الأرضية التي يتعين الحذر منها..».

بالانتقال إلى الخيال والشعر، استشهدت ألين بكتاب «الرجل الخفي» لرالف إليسون، قائلة إن الرواية «علمتني أن أرى في بلدي المزيج المأساوي غير العادي للحق والضلال، للنور والظلمة الذي يميزنا»، إحدى قصائدها المفضلة هي قصيدة ويليام كارلوس ويليامز «This Is Just to Say».

وقال آرثر سي. بروكس، كاتب عمود في مجلة ذي أتلانتيك: «الكتب التي قرأتها والتي تهذبني كشخص هي كلها تقريباً من آداب الفلسفة أو الحكمة منها كتاب: (بوذية الزن وفن الرماية) ليوجين هيريجل. وفيه يرشد القارئ بشكل منهجي إلى تعلم الزن من خلال دراسة الرماية في اليابان. ما يوضحه هو حقيقة أن الزن ليست فلسفة بل موقف وحياة. ممارس الزن يراقب العالم بانفتاح كامل؛ هذا هو السبب في أنه لا يمكن تدريسها، ولكن يتم اكتشافها فقط من خلال الممارسة. شكّل هذا الكتاب مقاربتي للكثير من الأشياء - حتى تدريسي وكتابتي».

ويذكر د. جيروم جروبمان، أستاذ كرسي الطب كتاب «أخلاقيات آبائنا» وعندما كان مراهقاً وأعاد قراءته على مر السنين، والكتاب مجموعة من الأمثال والرؤى التي يعود تاريخها إلى نحو 2000 عام. ويضيف «مع تقدمي في السن، وجدت أن الكتاب ومحتوياته يتحدث عن قضايا عدة وسياقات مختلفة في الحياة. على سبيل المثال سلسلة من الأسئلة التي طرحها الحاخام والباحث هيليل: إذا لم أكن لنفسي، فمن سيكون لي؟ إذا كنت لنفسي فقط، فماذا أنا؟ وإذا لم يكن (فعلي/ عملي) الآن، فمتى؟».

«عندما تعيش حياتك، تفكر في احتياجاتك الخاصة، ولكن عليك أيضاً أن تدرك أن الأنانية أو الأنا يجب أن تكون مقيدة»، وأضاف: «أقوم بتدريس دورة للطلاب الجدد حول أدب الطب، وأحد القضايا الرئيسة التي نتناولها تتعلق بما إذا كان لديك بوصلة أخلاقية داخلية. نقرأ مجموعة كاملة من النصوص. حتى أننا قرأنا (موت إيفان إيليتش) لتولستوي. المال والقوة والدافع إلى النجاح كلها أشياء مغرية للغاية وتولستوي يعالجها، وكل ذلك موجود في ثقافة هارفارد. إذن، كيف توازن بين تحقيق ما يمليه المجتمع مقابل القيام بما هو مفيد بالنسبة لك؟ هل يقودك الدافع الداخلي أم إرضاء الآخرين؟ في كتاب (Pirkei Avot) نقرأ: من هو الغني؟ الإجابة هي أنه الشخص الذي يفرح بنصيبه في الحياة. لذا فإن القدرة على الرضا بما لديك وما قمت به وما حددته لنفسك - وهو الشيء الذي لا يقدر إيفان إيليتش على القيام به - يجب أن يظلّ في مقدمة أولوياتك في الحياة».

«من هو الغني؟ الإجابة هي أنه الشخص الذي يفرح بنصيبه في الحياة». 

باحث زائر في جامعة هارفارد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر