الاستثمار الأعمى

إسماعيل الحمادي

«نتلقى كثيراً من الشكاوى بسبب الاستثمار الأعمى من دون مشورة مهنية، وللأسف، يتخلف البعض عن المشورة لأسباب مادية، لكن لو حسب المبلغ اليسير الذي سيدفعه للمشورة، فسيجده لا شيء مقابل ضمان عدم تعرضه للمخاطر والإخفاقات الصعبة»... تعليق جذبني على إحدى التغريدات، نشرتها عبر صفحة «تويتر»، حول تعميم البعض فشل تجاربهم الاستثمارية العقارية، على السوق والقطاع، في حين يتغافلون عن الأسباب الحقيقية لفشلهم، وهي عدم أخذهم المشورة الصحيحة للاستثمار.

الحقيقة أن مثل هذه الحالات، تصادفني كثيراً في مهنتي، غالباً ما يلجأ لنا أشخاص اشتروا عقارات بهدف إعادة بيعها، ولم يتمكنوا من بيعها بالسعر المربح، الذي يعوضهم سعر شرائها، وأحياناً يفشلون في بيعها تماماً، لا بسعر أكثر ولا أقل.

ومرات عدة يشتكي آخرون قلة العائد على الإيجار، أو الفشل في الحصول على مستأجرين. عندما تقف على مثل هذه الحالات، فتجد إمّا أن المنطقة التي اشتروا فيها غير جاذبة، أو أن مساحة ونوع الوحدة المقصودة غير مطلوبة بتلك المنطقة. وتتعدد العوامل المؤدية لفشل استثمارات هؤلاء، لسبب واحد فقط، هو عدم الدراية، وعدم الاستعانة بالاستشارة الصحيحة قبل الشراء، أو بالأحرى الاستثمار الأعمى.

وهنا أعود للتعليق في بداية الموضوع (لو أن كل مبتدئ يرغب في شراء أو استثمار عقار، خصص وقتاً صغيراً من وقته، للبحث عن مستشار عقاري متخصص، ما تعثر استثماره بسبب قلة وعيه).

الاستشارة العقارية المتخصصة، تفتح عينيك كمستثمر على نقاط كثيرة، تكون محجوبة عنك، لعدم إلمامك الكافي بعالم العقار، وتعطيك فكرة عن المنطقة والعقار الذي تبحث عنه. كما أنها تكشف لك النقاط السود في عقد الشراء قبل توقيعه والمخاطر المحتملة.

الاستشارة العقارية من المتخصصين والمحترفين في السوق، هي بمثابة توجيه لاستثمارك وحماية لمحفظتك الاستثمارية، فكيف لك أن تقلل من شأنها؟!

تستكثر أن تبذل جهداً في البحث والتواصل مع شركات عقارية مرخصة بمزاولة نشاط الاستشارات العقارية، مقابل سلة من المعلومات التي تزيدك وعياً، وتحمي خطواتك الاستثمارية المستقبلية، وتضاعف أرباحك، ولا تخشَ فرصة أحلامك الاستثمارية التي قد تضيع منك في لحظة تغافل واستهانة بدور هذه الشركات، نتيجة اعتماد كلام المجالس والمقاهي، ونصائح الوسيط الفلاني، الذي مهمته البيع فقط، وليس الاستشارة!

لو لم تكن الاستشارة العقارية مهمة، ما أصبحت مهنة قانونية ومرخصة في السوق، ولها قوانينها وشروطها.

أقولها مرة أخرى، الاستشارة العقارية المتخصصة، وجدت لحماية حقوق المستثمرين ومصالحهم في السوق، ولتوجيه استثماراتهم نحو طريقها الصحيح، لذلك تعتبر الاستشارة داعماً رئيساً لك ولاستثمارك.

لذا لا تستهن بها، أو تتكاسل عنها، معلومة صغيرة من مستشار متخصص، تزيح غشاوة عن عينيك وتحميك، خيراً من أن تخسر ملايين الدراهم، ومدخرات عمرك بسبب قلة وعيك. التهاون أحياناً يؤدي إلى عواقب وخيمة، لذلك تجنب الاستثمار الأعمى.

• «لو لم تكن الاستشارة العقارية مهمة، ما أصبحت مهنة قانونية ومرخصة في السوق، ولها قوانينها وشروطها».

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر