ملح وسكر

إلى مدينة العين

يوسف الأحمد

تأتي المعسكرات الصيفية للأندية كمرحلة أولى تمهيدية تستهل بها المشوار بهدف خوض غمار الموسم الجديد، حيث درجت على السفر إلى المناطق ذات الأجواء المعتدلة لتحضير فرقها وإعدادها ضمن برامج تدريبية متنوّعة من أجل الوقوف عند الجاهزية المثلى التي تحتاج إليها.

ولعل عاملي الحرارة والرطوبة خلال هذه الفترة يُشكلان عائقاً كبيراً في إكمال جاهزيتها محلياً، فهي تؤمن بأن الإعداد الخارجي يُعد خياراً لا ثاني له ولا بديل عنه، مثلما يمنحها مساحةً كافية لوضع خياراتها من اللاعبين أمام مجهر الاختبار والمفاضلة. لكن المتتبع لمسيرة المعسكرات الخارجية طوال السنوات الماضية، يجد تفاوتاً في مكاسبها، ذلك عطفاً إلى الحالة الفنية المتواضعة التي تظهر في الربع الأول من كل موسم، إذ يفترض أن تكون الفرق في حالة بدنية جيدة ومقبولة فنياً بعد فترة المعسكر وما تتبعها من مرحلة ثانية أيضاً من الإعداد الداخلي الذي تتخلله تمارين مكثفة ولقاءات تجريبية بغرض رفع اللياقة البدنية وتهيئة اللاعبين لأجواء المباريات الرسمية.

بيد أن صدمة البدايات التي تأتي مع الانطلاقة تُعيق وتُفسد خطط الأندية، كونها نسخة مكررة لصورة نمطية استحوذت على حيز مهم من مربع الموسم، فالأغلبية تمر بفترةٍ من عدم الاستقرار والتذبذب الفني، بل تواجه تحديات في الأداء العام والإصابات المفاجئة ومستوى اللاعبين وهي للتو في أولى خطواتها، ما يدفعها إلى التحرك سريعاً للبحث عن الحلول والبدائل لدفع الأمور إلى مسارها الطبيعي.

لكن هذا يطرح تساؤلاً عن ماهية وفائدة المرحلة التحضيرية التي يُفترض أن تنعكس ملامحها وتُجنى ثمارها عند الظهور الرسمي والاحتكاك الفعلي، فالإرهاق والإصابات تُشكل صداعاً مبكراً للأندية وتضعها في حيرة وحرج أمام جماهيرها، التي سرعان ما توجه لإداراتها أصابع اللوم والاتهام بالتقصير والفشل في مرحلة التحضير.

ورغم ذلك فإن ثمة أموراً أخرى لها يدٌ مُخربة ومزعجة أيضاً مثل عامل الطقس الذي يُشكل تحدياً قاهراً ويعمل على استهلاك طاقات اللاعبين بسبب الرطوبة القاسية والحرارة العالية التي لا مناص منها.

وبين مردود المعسكرات وظروف الطقس يبقى الاستفهام تائهاً في دائرة السبب والمسؤولية، لكن ماذا لو فكرت الرابطة واتحاد الكرة في حل جزء من المشكلة بأن يتم نقل الجولات الأولى من مسابقات الموسم إلى مدينة العين التي تتميز بطقسها الجاف والمعتدل مساء، لاسيماً أنها تحتوي على ثلاثة ملاعب بمواصفات دولية، وذلك كتجربة جديدة قد تحمي اللاعبين من تبعات الحر والرطوبة، مثلما أنها ستكشف حقيقة وفائدة تلك المعسكرات! العين تحتوي على ثلاثة ملاعب بمواصفات دولية، وذلك كتجربة جديدة قد تحمي اللاعبين من تبعات الحر والرطوبة.

Twitter: @Yousif_alahmed 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر