ملح وسكر

أمنيات الملحق الآسيوي

يوسف الأحمد

أُسدل الستار على محطة الأمل الأخيرة لمشوار المونديال بعدما أضاع منتخبنا الفرصة وفرط فيها أمام المنتخب الأسترالي، الذي خدمته أيضاً ظروف المواجهة ولعبت دوراً مؤثراً في النتيجة، خصوصاً الحظ والقراءة غير الموفقة من قبل المدرب أروابارينا في بعض الفترات الحاسمة، ما أتاح للخصم مساحة المناورة لتنويع مصادر الضغط، ومكنه من خطف النتيجة والانتقال إلى محطة بيرو الفاصلة.

ولعل الأمنيات كانت قد تعلقت بالملحق الآسيوي بعد أن وضعت الجماهير أملها في سلة التأهل والحلم العالمي، لكن في الوقت ذاته حملت معها بعض المخاوف والقلق من تكرار سيناريوهات سابقة، كانت سبباً في ضياع وفقدان فرص وحظوظ عديدة لمنتخبنا، حيث عاد مجدداً ذاك الهاجس وفرض نفسه في ساحة هذه المواجهة، لاسيما في الثلث الأخير الذي انفرط فيه عقد التماسك والانضباط لتتخلله هفوات واختراقات قادت أقدام الأستراليين إلى شباكنا وكبدتنا خسارة لم نكن نستحقها، قياساً على ما قدمه منتخبنا قبل فترة الانتكاسة التي قلبت الأمور وغيرت المجريات لصالح الكنغارو. فهي حالة متقلبة تضع استفهاماً حول ما يحدث من إرهاقٍ وتراجعٍ لمنسوب الأداء والمستوى، بما يجعلها ظاهرة ملازمة تتكرر في كل مناسبة، بل باتت تُشكل نقطة الضعف والتحول لمنافسينا، الذين دائماً ما يجدوها منفذاً لقلب الطاولة ثم إسقاطنا من أقصر الدروب، فالشواهد كثيرة وتعيد نفسها في كل مرة، لكن بشكلٍ ولونٍ مختلف ليكون ثمنها هزيمة وإخفاقاً متجدداً.

بلا شك ومع هذه الخسارة نكون قد طوينا صفحة قاتمة من الانحدار والتخبط الذي لازم المنتخب طوال الفترة الماضية، وما صاحبه من قرارات غير مدروسة ومتسرعة تراكمت تبعاتها المؤلمة لاحقاً، لتثقل الكاهل وتقصم ظهر الأبيض الذي تناوبت عليه الصدمات والتغيرات، لتخرج المحصلة صفرية خاوية من أي إنجازٍ يذكر، وفي مشهد كرس الوضع السيّئ لكرتنا التي تراجعت للوراء ولم تعد قادرة على الوقوف أو الصمود عند الاختبارات الحقيقية، فالمسؤولية مشتركة وتتحملها أطراف اللعبة دون استثناء، مع التسليم بأن هناك تقصيراً وتجاوزاً وإهمالاً، لكن إذا أردنا الخروج من هذه الدوامة واقتلاع المشكلة من جذورها، فإن العلاج والبناء يجب ألا يكون بالإبر المخدرة وشماعة الأعذار التي أثبتت فشلها وعقم علاجها، فلا محاباة أو مجاملة لأي طرف كان، فالحل يبدأ بمصارحة وإصلاح مع ضبط ميزان القوى والتأثير، ذلك من أجل انطلاقة مختلفة تُعيد لكرتنا صوابها وقوامها، الذي خدشته وشوهته تلك الإخفاقات والإحباطات المتكررة.

Twitter: @Yousif_alahmed 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر