ملح وسكر

مواجهة منتظرة

يوسف الأحمد

هي مواجهة منتظرة تترقبها جماهير الإمارات، واضعةً جُل آمالها لتعديل المسار وإصلاح الحال، التي علّها تكون الطوق الأخير الذي لربما يقودها لتحقيق الحلم العالمي بالوصول إلى مونديال الدوحة 2022. فقد انقضت الأيام سريعاً، وانطوت صفحة التصفيات السابقة بكل ما فيها من بياض وسواد، بعدما ارتضينا أن نكون بين أفضل الثوالث، لكن بعد مخاض عسير كتم حينها الأنفاس، ليكون نتاجه وصول الأبيض إلى هذه المحطة المفصلية في تاريخه، الذي إن شاء سيكتب صفحاته بسطور من ذهب.

ها هي ساعات تنتظر منتخبنا لخوض السجال الأصعب الذي سيحدد مصير جيل بأكمله، الذي عليه استثمار هذه الفرصة التي قد تُغير الشيء الكثير من الواقع الحالي، ولربما أيضاً يكون بمثابة صك شفاعة للتكفير عما مضى من إخفاق وتراجع في السنوات الأخيرة. صحيح أن لقاء المنتخب الأسترالي ما هو إلا محطة أولى تتبعها المحطة الأصعب أمام بيرو، لكن ما ينبغي العمل عليه هو كيفية اجتياز هذا الاختبار، الذي لن يخلو من الصعوبة والمشقة لفك شفراته من أجل إجابة قادرة على أن تقود أقدامنا إلى الشباك الصفراء.

وقد تتفق الغالبية في أن الإعداد ينبغي أن يشمل الجوانب النفسية والبدنية للاعبين، بما يحفظ لهم توازن العطاء والأداء، إذ إن من الضروري إبعاد اللاعبين عن الاندفاع والشحن الانفعالي، لما له من أثر وارتداد سلبي لا تُحمد عقباه، فهو أسلوب باتت تتجنبه الفرق والمنتخبات في مثل هذه الحالات، بل تعمل على تهيئة المناخ الإيجابي الخالي من التوتر والضغط، وإبعاد اللاعبين عن هذه الدائرة السلبية. فالجانب الفني متروكٌ للمدرب الذي عليه تحمّل خياراته التي وضعها لهذه المقابلة، والذي سيختار معها الأسلوب والطريقة التي سيواجه بها الأستراليين، فهذا صميم عمله ومهامه التي عليه أداؤها بحرفية وإتقان، بينما يقع الجانب النفسي على الكادر الإداري، الذي ينبغي له تهيئة اللاعبين نفسياً، بعيداً عن الضغوط الدارجة، ومتابعتهم في هذا الوقت الحرج، مثلما على اللاعبين كذلك التصدي لهذه المسؤولية بشجاعة، وتحملها كجنود لا يُساوم عليهم في معركة لا تقبل أنصاف الحلول.

لذا، لسنا بمُنظرين، ولا نريد أن نكون أوصياء على أحد أيضاً، فالكل يُدرك أهمية هذه المواجهة لما لها من حسنات أو سيئات بناءً على نتيجتها، لكن من واجبنا التذكير واستحضار دروس الماضي، التي قد تكون فيها العبرة والدافع لتحقيق ما عجزنا عنه عقوداً من الزمن، فبحرُ الأمل واسع، ولنكن متفائلين دائماً.

• من الضروري إبعاد اللاعبين عن الاندفاع والشحن الانفعالي.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر