5 دقائق

استطلاع الرأي في الإمارات

د. يوسف الشريف

كثيراً ما نسمع أخباراً عن استطلاع للرأي في دولة معينة أظهر نتيجة معينة، أو استطلاع رأي آخر حول قرار حكومي معين، أدى إلى تغييره أو تبديله أو الرجوع فيه، أو حتى استطلاع سلّط الضوء على حالة مجتمعية أو سلوك معين، ولكن قلما نجد هذا الأمر في الإمارات، فهل القوانين لا تسمح بذلك؟ أم أن هناك مشكلة في التعاطي مع هذا الأمر؟ أم أن الخلل في مؤسساتنا البحثية وقدرتها على تنظيم مثل هذه الاستطلاعات وقوة تأثيرها؟

في ما يخص القوانين، فليس هناك ما يمنع ذلك، طالما أنها لن تؤثر على الأمن والسلم المجتمعي، أما بالنسبة لمؤسساتنا البحثية، فنعم هناك قصور في قدرة بعضها أو معظمها على تنظيم هذا الأمر بالشكل والطريقة المناسبين، وهنا تكمن المشكلة.

لدينا في مجتمعنا الإماراتي الكثير من السلوكيات المجتمعية، أو بعض الظواهر، التي نحتاج لاستطلاع رأي فيها، لنعرف أسبابها، ونعمل على إيجاد حلول لها، وبالطبع هناك متغيرات كثيرة في النظم المعيشية والحياتية أو حتى الاجتماعية، التي نحتاج فيها أيضاً لاستطلاع رأي، يعرّفنا بالمستجدات المجتمعية التي طرأت علينا، وما إذا كانت تصب في مصلحتنا أم لا، ولكن مثل هذه المعلومات أو البيانات غير موجودة للأسف، وقلما تتوافر في مجتمعنا مثل هذه الأمور.

في رأيي أن التكنولوجيا ووسائلها وأنظمتها ومنصاتها، ستوفر لنا الكثير من الحلول في هذا الجانب، لو تم استخدامها بشكل صحيح وفعال، ولا يوجد ما يمنع أن تقوم مؤسساتنا ووزاراتنا وهيئاتنا بتنظيم استطلاع للرأي، يشارك فيه متعاملوها، لإبداء رأيهم في ما يريدونه من خدمات أو مشكلات تواجههم، وبناءً على هذه النتائج، تتخذ المؤسسات المعنية قراراتها، أو تقوم بتسوية أمور معينة، تكون محلاً لهذه الدراسة، والحمد لله أنظمتنا التكنولوجية في الدولة متقدمة، ولدينا قواعد بيانات شاملة عن المجتمع الإماراتي، ولدينا جميع الوسائل الحديثة، التي تمكننا من دراسة الحالات، باستخدام نماذج استطلاعية، تشارك فيها فئات معينة من المجتمع، وأجد أن مثل هذه الأمور يجب استغلالها لدعم مسيرتنا الديمقراطية، والسماح بمشاركة الشعب في إبداء رأيه بصورة حضارية وسلمية، تتناسب مع التقدم الذي نحرزه في دولتنا، التي دائماً ما تكون سبّاقة لإيجاد نماذج متقدمة في العمل الحكومي والتنظيمي للدولة.

وأيضاً لا يوجد ما يمنع أن تقوم مؤسساتنا الإعلامية بإعداد بعض الاستطلاعات لتستخدمها في تقاريرها الخاصة، أو تحليلاتها الاستقصائية، التي تكتشف حالة مجتمعية معينة، فهذا دورها، وهنا تكمن قوتها وقوة تأثيرها وقدرتها على حل المشكلات التي تواجه المجتمع، وتقديم مادة إعلامية تليق بالمتابعين والمشاهدين والقراء، وبالإمكان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو بعض المواقع الإلكترونية، التي يمكن من خلالها تنفيذ هذه الاستطلاعات بطريقة سهلة وبسيطة، سواء للمشاركين، أو حتى للمؤسسة الإعلامية.

تفعيل دور الاستطلاعات مطلب مهم لتحسين حياة مجتمعنا، وكثيراً ما تساعد أو تسهم نتائجها في إيصال الكثير من المعلومات والبيانات لمتخذي القرار، وتساعدهم على معرفة ما يحتاجه المجتمع من مؤسساتهم أو وزاراتهم، وحكومتنا، ولله الحمد، حكومة المستقبل، وتسعى جاهدة لمشاركة المجتمع مستقبله، وتعمل دائماً على تحسين حياته، والاستطلاعات ستخلق لنا تجربة فريدة في أن توفر لنا معلومات دقيقة عن مجتمعنا، وما يواجهه من مشكلات ومتغيرات، وبذلك يمكننا إيجاد الحلول المناسبة، والأكثر واقعية، والأقرب إلى الصواب.

• التكنولوجيا ووسائلها وأنظمتها ومنصاتها، ستوفر لنا الكثير من الحلول لو تم استخدامها بشكل صحيح.

twitter.com/dryalsharif

www.ysalc.ae

محامي وكاتب إعلامي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر