مساحة ود

يا شيخنا

أمل المنشاوي

حزنٌ بلا فزع، وبكاءٌ بلا خوف، وفراغٌ بحجم العالم، لكنه مملوء بالأمان، هكذا الحال على أرض الإمارات الطيبة، يرحل الطيبون فيخلفهم مثلهم، قومٌ قطعوا عهداً قديما بالوفاء، وتسابقوا في حب العطاء، وتواضعوا فرفع الله شأنهم، وأعزّ ديارهم.

كم كان الحزن عظيماً في الشوارع وعلى جدران المنازل، وفوق أقبية المساجد برحيلك يا شيخنا «بوسلطان»، لكنك، وكما عهدناك، تركت ميراثاً من الأمان لا يقدر بثمن، ورايةً نقية وسيرةً عطرة وخيراً عم الجميع بلا تمييز.

نعم نعزي أنفسنا ونتقبل فيك العزاء بصدق نادر بلا تكلف أو رياء، صدق صنعه العدل الذي حكمت به سنواتٍ طوال، وأصّله العمل الدؤوب والإنجازات، وتسخير الموارد لخدمة كل من على أرض الإمارات.

نعم، نؤجل بلا تردد كل مناسبة أو فرح أو سعادة، حداداً على روحك الطيبة، واحتراماً لأحزان وطن أكرم وفادتنا، وأعز مقامنا، ولم نشعر فيه أبداً بأننا غرباء.

نعم سنفتقدك جميعاً، بحجم الحرص علينا بلا تفرقة ولا تحيز لجنس أو لون أو دين.

ستفتقدك الشوارع التي طالما سعدت بجولاتك وسط الناس بلا حراسة أو تضييق على الخلق، تلوح بيد الحب للجميع وتبتسم لهم من القلب، سنفتقد حضورك الذي ينشر الطمأنينة، ويؤكد أن الخير في الأرض باقٍ ليوم الدين.

ستفتقدك البيوت التي عمَرتها وأكرمت سكانها في مناطق ربما لم يسمع بمعاناتها أحد، والمساجد والمدارس والمشافي التي بنيتها، والرزق الذي تقاسمته مع المعوزين والمحتاجين في كل مكان.

يا شيخنا، مازالت أبواب الإمارات تستقبل العالم، ودفتر عزاؤك مفتوح كأنه استفتاء جديد على حب الجميع لدولة حملتَ رايتها ومكّنتَ أهلها ونشرتَ الخير في ربوعها.

هنا على أرض الإمارات ميراث الأمان وتوارث حب الخير وأداء الأمانة، لذا لا عجب أن تمر أحداث عظيمة بسلام ويسر قلما نجد له مثيل.

يا شيخنا، ارقد بسلام، فالكل راضٍ عما قدمت يداك، والكل يدعو لك بالرحمة والمغفرة قدر ما نشرت الخير والبِشر.

عزاؤنا يا شيخنا أنك رحلت وتركتنا في يدٍ أمينة، وتواضع جمّ، ورجل خير مثلك، يعرفه القاصي والداني بأنه «بوخالد القلب الرحيم» ذاك الذي يعنون صباحات الإمارات كل يوم بمقولته الشهيرة «لا تشلون هم».

• عزاؤنا أنك رحلت وتركتنا في يدٍ أمينة، وتواضع جمّ، ورجل خير مثلك، يعرفه القاصي والداني بأنه «بوخالد القلب الرحيم»، ذاك الذي يعنون صباحات الإمارات كل يوم بمقولته الشهيرة «لا تشلّون هم».

@amalalmenshawi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر