مساحة حرة

الـ «ميتافيرس»

إسماعيل الحمادي

في حين لايزال الكثير من شركات العقار يتناقش حول عالم الـ«ميتافيرس»، بادرت شركات أخرى في دبي بالإعلان عن إطلاق خططها المستقبلية لدخول هذا العالم، موازاة مع العالم المادي، وتماشياً مع التغيرات التكنولوجية السريعة التي أحدثتها الثورة الرقمية.

حتى الآن، لم يستوعب العديد وجود عالم رقمي مواز للعالم المادي، يمكن من خلاله أن تمارس الشركات مهامها به، إلا أن الأمر أصبح حتمياً، وعلى مختلف الشركات العقارية أن تبادر بحجز أمكنة لها في هذا العالم، خصوصاً أن دبي أصبحت مركزاً للتداول بالعملات المشفرة، ما يعني أن الوضع أصبح أسهل بكثير، وغير معقد كما يراه البعض، لاسيما أنه بدأ فعلاً تداول وشراء العقارات عبر الـ«ميتافيرس»، إذ تشير إحصاءات حديثة إلى أن مبيعات العقارات عبر الفضاء الرقمي «ميتافيرس» جاوزت 501 مليون دولار في العام 2021، ومن المتوقع أن تتضاعف العام الجاري، إذ تتسابق الشركات العالمية على شراء عقارات في هذا الفضاء، استعداداً للمستقبل القريب الذي سيشهد تحولاً جذرياً في موازين ممارسة الأعمال.

تحدٍّ آخر يدخله قطاع العقارات في دبي، ليتمكن من الحفاظ على مكانته العالمية، فإن لم تتمكن شركات العقار من مواكبة التطورات التي يحدثها الـ«ميتافيرس»، فقد يؤثر ذلك بشكل كبير على نشاطاتها ومردودية أداء السوق، وقد يؤدي هذا إلى اختفاء بعض من هذه الشركات والاندثار، وتبقى الغلبة لمن يواكب هذا التطور أكثر، خصوصاً أن التوقعات تشير إلى نمو سنوي مركب في قيمة سوق الـ«ميتافيرس» بنسبة 41.7% في العام 2030، كما أنه من المتوقع أن يغطي الـ«ميتافيرس» كل القطاعات خلال السنوات المقبلة، ما يعني أن الأمر أصبح جدياً وواقعياً، وعلى شركات العقار التعامل معه بجدية وواقعية حتى لا تخسر مكانتها في السوق، فإما أن تصبح جزءاً مساهماً لتستفيد من إيرادات هذا العالم التي يتوقع لها أن تتجاوز تريليون دولار سنوياً، أو تظل بنمطها التقليدي فيفوتها الكثير من الفرص.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر