مساحة ود

هو العيد..

أمل المنشاوي

يأتي ليجدد فينا حب الحياة، ويحفر ذكرياته المبهجة في الوجدان، ويشد على الأيادي تواصلاً وتهنئةً، ويرحل سريعاً تاركاً البيوت عامرةً بالخير والتراحم.

هو العيد.. كل شيء فيه بطعم مختلف، الملابس وألوان الفرح في عيون الأطفال، وأطايب الطعام المعدة بنكهة الأمهات والجدات، وبريق النقود الجديدة، وبهجة اللقاء بعد طول غياب، وسعادة تكبيرات المساجد القريبة، والساحات المزدحمة بالمصلين، والهاتف الذي لا تهدأ رناته، ورسائل المحبة التي لا تعترف بتوقيت.

هو العيد.. عطية من فيض عطايا الخالق لخلقه، بعد شهر كامل من التقرب إليه، هدية غالية على النفوس، تتجدد كل عام في موعد يرقبه الجميع، تلملم شعث الأرواح، وتريح الأبدان والقلوب، وتعطينا هدنة مستحقة من صخب الدنيا وقسوتها.

هو العيد.. نراه في الوجوه وبين صناديق الهدايا، ووسط ازدحام الشوارع والحدائق، وفوق قبلات الجبين واليد، تجدد الود، وتؤصل الحب بين الجميع.

هو العيد.. موعد السعادة واستعادة الذكريات والضحكات والتهاني التي تخرج من القلب لتصل إلى القلب لصدقها وإخلاص قائلها.

هو العيد.. وقت البهجة وتبادل الزيارات والأمنيات، والدعوات بأن يديمه الله في كل بيت، وعلى الجميع أعواماً وأعواماً يقيناً بأن أفضل الأعمال سرورٌ ندخله على قلوب من حولنا.

هو العيد.. فرصة حقيقية لتعميق روابط الأسر، ولمّ شملها وتأصيل تماسكها والإحسان إليها، وإظهار الحب والحرص عليها من قبل الجميع، صغاراً وكباراً.

هو العيد.. فلا مكان لخصام أو تباغض، فكلها تذوب مع أول اتصال أو دقة باب أو رسالة تحمل التهنئة، لنتأكد من أنه لا شيء يستحق أبداً أن نظل بعيداً عن بعضنا بعضاً.

هو العيد.. عنوان التسامح، ونسيان الأذى وتذكر صلة الأرحام وروابط والأخوة والإحسان للجار والصديق.

هو العيد.. مناسبة عظيمة للإحساس بالآخرين، ومد يد العطاء لهم، وتخفيف أحمال الحياة فوق انحناء ظهورهم ومشاركتهم الخير والنعم.

هو العيد.. نترحم فيه على كل عزيز فقدناه، ولم يعد يشاركنا قدومه، وندعو لهم بالمغفرة من رب كريم رحيم.

هو العيد.. فأريحوا عقولكم من القلق والخوف، وتمتعوا بكون فسيح يحمل الجمال كل فجر للخلائق، دون تمييز، ويفتح نوافذ الأمل مع إشراقة الصباح لأصحاب الصدور السليمة، ولأولئك المفعمين بالقدرة على إسعاد من حولهم.

هو العيد.. أبقوه في نفوسكم وبين جنبات بيوتكم، وتمسكوا بكريم أخلاقه وجميل وصاله، وعَمّروا به الحياة وداً ومعروفاً وخيراً حتى يعود من جديد. هو العيد.. فأريحوا عقولكم من القلق والخوف، وتمتعوا بكون فسيح يحمل الجمال كل فجر للخلائق دون تمييز، ويفتح نوافذ الأمل مع إشراقة الصباح لأصحاب الصدور السليمة.

@amalalmenshawi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر