ملح وسكر

فوارق فنية متفاوتة

يوسف الأحمد

لا يمكن اختزال مشاركة فرقنا آسيوياً بالحضور والوجود فقط، بقدر ما يكون هناك تمثيل جاد من أجل المنافسة والسعي للوصول إلى أقصى محطة ممكنة في هذا الدور المهم من المسابقة القارية، ولعل مستوى ونتائج ممثلينا في التصفيات الحالية لم يأت على قدر طموحات وتطلعات الجماهير المتعطشة إلى تحسين الصورة الآسيوية التي مازالت شوائب الإحباط والسقطات القديمة مشوهة جدارها الفني، الذي بات ينتظر التلميع والتجميل بنتائج فارقة أو إنجازٍ مغاير للحاضر. وقد لا نختلف أن هناك فوارق فنية متفاوتة، وعناصر تأثير متباينة، لكن ذلك لا يعني أن نستسلم لها ونجعلها شماعة متكررة للأعذار، على الرغم ما تتمتع وتحظى به فرقنا من قدرات ومؤهلات، بالإمكان تطويعها واستغلالها لتطير في قلب المنافسة، أو ترك بصمة مؤثرة كأقل تقدير. فعلى أرض الميدان، لم يتغير الوضع كثيراً، فالتحول والتعديل لا يأتيان إلا بعد مخاضٍ عسير، وبصعوبة تثير الاستفهام للتأخر والتذبذب أمام خصوم ليسوا أفضل حالاً منا، باستثناء بعض الظهور المميز أحياناً، الذي يخرج كحالة شاذة عن المشهد المتعارف عليه.

السجال والندية حتى الأمتار الأخيرة يُفترض أن تكون وسيلة وأداة لمواجهة الآخرين ومقارعتهم، وفرض الذات أمامهم، كون من ذهب مشاركاً يُدرك حقيقة وأهمية الوجود، القائمة أهدافه على عنصري المنافسة والتمثيل المشرف، وهو ما يُفترض أن تكون عليه الصورة العامة للجميع من خلال الوقوف عند مسافة واحدة من التحدي والقوة أمام المنافسين. فقد مضت سنوات طويلة على مشاركاتنا الآسيوية، ويكاد المشهد يتكرر في كل نسخة، مع اختلاف الأدوار والمواضع، ما جعل جماهيرنا تعيش حالة انفصال تام عن أجواء البطولة، لاستشعارها المسبق بالمخرجات المتوقعة التي لن تنزاح عن دائرة الإحباط والخيبة. فالإشكالية لاتزال في طريقة التفكير أو التعاطي مع هذا الحدث، ومدى الأولوية التي تمنحها أنديتنا في رزنامة برامجها السنوية، كونها تُعوّل دائماً على المسرح المحلي الذي تُجيد الرقص واللعب على خشبته، الأمر الذي يناقض الغاية الفعلية التي نسعى لها، ونتطلع إلى التحليق عالياً في الفضاء الآسيوي. علينا تغيير الفكرة إذا ما أردنا أن تنمو وترتقي كرتنا إلى أفق أبعد، لاسيما أننا نستفرد عن الآخرين بالدعم والاهتمام مع مقومات أساسية، من الممكن تسخيرها واستغلالها بطريقة تفرض حضورنا وقوتنا في جميع المحافل.

• «يكاد يتكرر المشهد في كل بطولة آسيوية مع اختلاف الأدوار».

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر