5 دقائق

أسباب تؤدي لرفض سيرتك الذاتية

الدكتور علاء جراد

تعتبر السيرة الذاتية ملخصاً للمسار الوظيفي والأكاديمي والعملي، وهي بمثابة التأشيرة للحصول على وظيفة، حيث بعد الاطلاع على السيرة الذاتية، يقرر صاحب العمل ما إذا كان طالب الوظيفة جديراً بالمقابلة أم لا، لذلك من المهم التأكد من دقة ومحتوى وشكل ملف السيرة الذاتية، سواء كان مطبوعاً أو كنسخة إلكترونية. بعض الأشخاص لديهم مهارات عالية، وفي غاية التخصص، وقاموا بأعمال عظيمة جداً، لكن لو حكمت عليهم من خلال السيرة الذاتية فبلا شك لن يقع عليهم الاختيار.

هناك بعض النقاط المباشرة التي قد تساعد كثيراً في كتابة سيرة ذاتية احترافية. بداية هناك قوالب جاهزة ومتاحة بالمجان في برنامج مايكروسوفت وورد يمكن استخدامها، فلا داعي للبدء من الصفر، فشكل السيرة الذاتية هو أهم ما يلفت نظر القارئ، أي لابد أن تكون منسّقة، من حيث استخدام نوع وحجم الخط نفسه في كل محتوى السيرة الذاتية، ما عدا العناوين الجانبية، فيمكن استخدام حجم أكبر قليلاً، لكن من نوع الخط نفسه، وعادة يكون حجم الخط بين 10 و12، وأيضاً لابد من وجود مسافة بين السطور، بحيث لا تكتظ السيرة الذاتية بالمحتوى، ما يزعج من يقرأها، فعدد الصفحات مهم أيضاً، وهنا لابد من فهم سياق المؤسسة التي ستقدم إليها السيرة الذاتية، والدولة أيضاً، ففي بريطانيا، مثلاً، متوسط عدد الصفحات المقبول ما بين أربع إلى خمس صفحات، وفي برامج الاتحاد الأوروبي، ومنها مشروعات ضخمة، يجب ألا تتعدى السيرة الذاتية صفحتين، بغض النظر عن حجم وعمق وخبرة المتقدم. لقد رأيت سير ذاتية تراوح بين 25 و30 صفحة، وهذا غير مقبول، ولا يتم الالتفات إليه في الغالب، هذا من حيث الشكل.

أما من حيث المحتوى، فتأكد تماماً من عدم وجود أخطاء إملائية أو لغوية، وراجع الملف أكثر من مرة، ويفضّل أن يتم تدقيقه لغوياً من قبل شخص مختص، فالسيرة الذاتية التي تحتوي على الكثير من الأخطاء تنم عن شخص مهمل، وقد تضيع فرصة كبيرة بسبب عدم العناية بدقة اللغة. أما من حيث الخبرات والتعليم والعضويات، فيُكتفى بذكر نبذة عن العمل السابق، والأفضل أن يتم التركيز على الإنجازات وليس الإجراءات، أي عدم ذكر الروتين اليومي الذي يقوم به الشخص، بل التركيز على المشروعات المكتملة والمهام الكبيرة، فصاحب العمل الجديد أو مدير الموارد البشرية يريد أن يعرف ماذا تستطيع أن تقدم لهم. وبالنسبة للتعليم فيُكتفى بذكر المؤهل والتخصص وسنة التخرج، وفي كل المحتوى يتم ذكر الأحدث أولاً، ثم الأقدم فالأقدم. في بريطانيا، من الخطأ أن تضع صورتك في السيرة الذاتية، أو تاريخ ميلادك، لذلك من المهم أن ننتبه لثقافة وضوابط الجهة الطالبة. والأهم من كل ما سبق أن تكون خبرتك تتناسب مع الوظيفة التي تتقدم لها، وبالتالي لا تضيع وقتك في إرسال سيرتك الذاتية في كل الاتجاهات. ينصح دائماً بكتابة خطاب لا يزيد على ثلثي صفحة، لتعرف بنفسك وخبراتك ولماذا ترغب في التقدم لهذه الوظيفة. ودائماً وأبداً فالتوفيق من المولى عزوجل، ولكن علينا أن نسعى، ولو لم يحالفنا النجاح، فسيأتي في وقته بإذن الله.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر