خارج الصندوق

المشروعات الجديدة بين التنافسية وجودة المنتج

إسماعيل الحمادي

شهدت دبي، خلال الأسابيع القليلة الماضية، إطلاق مشروعات عقارية عدة، غطّت معظم مناطق الإمارة: الجداف، الخليج التجاري، نخلة جميرا، قرية جميرا الدائرية، شارع الشيخ زايد، أرجان، سيتي ووك، ضواحي مدينة دبي الرياضية، ند الشبا وما جاورها.

آلاف الوحدات السكنية المختلفة تم إطلاقها عبر هذه المناطق، تنوّعت بين شقق سكنية وفلل و«تاون هاوس».. حُمّى غير مسبوقة من طرف المطوّرين لإطلاق مشروعات جديدة تذكرنا بسنوات 2014 و2015 التي كانت تشهد تسارعاً في إطلاق المشروعات العقارية.

لا شك أن هذه الوتيرة من الإطلاقات لها أسبابها، ولكل مطوّر دوافعه ومبرراته التي يستند إليها في الإطلاق، لاسيما المشروعات الخاصة بالفلل و«تاون هاوس»، كون السوق تعاني ضعفاً في المعروض لهذا النوع من الوحدات، بسبب ارتفاع الطلب عليها.

الجميل في الأمر كذلك، هو إعلان بعض الشركات عن بيع جميع وحدات المشروع الذي أطلقته في خلال ساعات قليلة من الإطلاق، فيما تواصل الشركات الأخرى بيع مشروعاتها.

السيناريو المتوقع في السوق على خلفية هذه المشروعات، مع العلم أن هناك شركات تطوير أخرى في طور الإعداد لطرح مشروعات جديدة خلال الفترات المقبلة، أن سوق المبيعات على الخارطة سيعود إلى الواجهة بعد سنوات من التراجع، بفضل وفرة العقارات الجاهزة، كما أن طرح كمية هذه المشروعات في فترة قصيرة، توحي لمحللي سوق العقارات بمستوى التعافي الذي حققه القطاع، ودلالة على نفاد المخزون من السوق، وحان الوقت لتعويضه.

والحقيقة أنه لا تهم كمية المشروعات العقارية المطروحة في السوق، ولن تشكل عائقاً على المعروض، إذا كان المنتج العقاري يتسم بالتفرّد والجودة في التصميم، وهذا ما يجب أن يكون عليه.

القطاع لم يعد يحتمل المزيد من المشروعات المتشابهة، والتميّز هو الفاصل الوحيد في نجاح هذه المشروعات، لأن التميز والتفرّد جزء من تنوّع الفرص الذي طالما حظيت به سوق العقارات المحلية.

واليوم، يحتاج القطاع إلى مشروعات أكثر ذكاءً وتأقلماً مع الحياة اليومية للأفراد، لأن طبيعة متعاملي السوق تغيرت، وأنواعهم تغيرت، وأذواقهم تغيرت. وبات المستهلك يتطلع إلى المنزل والمجتمع السكني الذي يجد فيه كل ما يلبي رغباته ورغبات أفراد أسرته.

في هذا النوع من المشروعات، قطع القطاع العقاري شوطاً كبيراً فيها، وهو ما زاد من جاذبيته واستقطابه للمستثمرين، ومع ذلك، يبقى الأمر مطروحاً في كل الأوقات: الإبداع والابتكار في الطرح والتصميم لتلبي تطلعات المستثمرين..

المتعامل أو المستثمر هو المتحكم الرئيس في سوق العقار، ولولا المتعامل ما وُجد منتج عقاري، لذلك، أوجه دعوة إلى كل مطوّر يرغب في طرح مشروع، بدافع أن مشروع مطوّر آخر مشابه نجح، وتم بيعه في ساعات، وأقول له: «قبل أن تطرح مشروعك فكر في ما يحتاجه المتعامل، وما ينقص المشروعات التي تم طرحها قبلك، والمكان المناسب لنوعية مشروعك، ثلاث نقاط تجعل مشروعك متميزاً، وبذلك تضفي قيمة للقطاع العقاري بمشروعك هذا».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر