مساحة حرة

القمة الحكومية ومدن المستقبل

وليد الزرعوني

لم تكن دبي وليدة المصادفة، بل هي نتاج خطط رشيدة ومثابرة لتحقيق الأحلام، والقدرة على استحضار المستقبل، والوقوف أمام تحدياته قبل حدوثها ووضع حلول ناجعة تسيطر على الأزمات الاقتصادية أياً كانت حدتها، وهذا اتضح في أزمة «كوفيد-19».

والآن دبي أفضل مكان للعيش، وأفضل بيئة للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط، وعلى بُعد خطوات لتصبح الأفضل عالمياً، حيث تسير بسرعات قياسية وطموح يتخطى السحاب، وتنفذ كل ما تضعه من استراتيجيات قصيرة أو طويلة المدى.

وكان للمعارض والمؤتمرات الدولية دور في رسم الواقع المبهر الذي تعيشه الإمارة الآن، منها بالطبع القمة العالمية للحكومات، التي نجحت عبر دوراتها المتتالية في تعزيز مكانتها منصّة عالمية استثنائية تجمع أصحاب العقول والأفكار الإبداعية وصُناع القرار والخبراء وروّاد الأعمال والمبتكرين والباحثين، الذين يلتقون معاً على أرض الإمارات الطيبة، لمواجهة تحديات الحاضر المتزايدة، وإيجاد حلول جديدة لها مع استشراف ورسم ملامح مستقبل العالم، الأمر الذي يجسّد دور القمة وريادتها لابتكار الحلول للتحديات التنموية والاقتصادية والاجتماعية، وفق آليات عمل متفرّدة تسهم في تشكيل مستقبل المجتمعات وتعزيز الاستقرار العالمي.

القمة، التي أصبحت مرجعاً عالمياً للحكومات والدول، ركزت منذ إطلاقها عام 2013 على بناء مستقبل أفضل للبشرية، وتأسيس منظومة جديدة للشراكات الدولية، وبناء منظومة فرص جديدة لدعم مسيرة التنمية العالمية، وتعزيز جاهزية الحكومات للمستقبل.

وفي دورة هذا العام، تضع القمة، التي تعقد بمركز دبي للمعارض في «إكسبو 2020 دبي»، نقطة بداية جديدة لعالم ما بعد جائحة «كوفيد-19»، في تجمع دولي هو الأكبر والأول من نوعه منذ بداية الجائحة، بمشاركة أكثر من 30 منظمة دولية و4000 شخصية من مختلف دول العالم، ومن خلال 110 جلسات رئيسة وحوارية تفاعلية.

تتناول القمة موضوعات تركز على السياسات التي تقود التقدم والتنمية الحكومية، وتصميم مستقبل أنظمة الرعاية الصحية، والاستدامة للعقد المقبل، وتسريع الانتعاش الاقتصادي العالمي، وتكنولوجيا المستقبل، وبناء مدن المستقبل، ومستقبل الأنظمة التعليمية والوظائف، وتمكين المرونة الاجتماعية، وغيرها من الموضوعات المستقبلية الأكثر ارتباطاً بحياة الإنسان.

وستعمل القمة على تعزيز الخطط لبدء عقد حكومي جديد، ووضع سياسات واستراتيجيات ومشروعات استباقية تتبنى الحلول الذكية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والأنظمة الرقمية.

ولعل أهم ما استوقفني في فعاليات القمة، تحديد الآليات أمام الدول لرسم الملامح الأولى لمدن المستقبل، لاسيما في ظل توافر ثلاثة معالم رئيسة لتحديد ذلك، وهي تحسين جودة الحياة، مع توفير بنية تحتية متطورة ومستدامة، إلى جانب اتصال متكامل وشامل.

وتقدم إمارة دبي لمدن العالم مجدداً تجربتها الخلاقة في التقدم المتسارع نحو تأسيس المستقبل على قواعد علمية راسخة ركيزتها التطوّر التكنولوجي المبني على الاستثمار في الموارد البشرية، لتواكب عصر الذكاء الاصطناعي، وتبدع في تطوير أحدث الابتكارات لكل مجالات العمل والإنتاج.

• دبي أفضل مكان للعيش، وأفضل بيئة للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط.

رئيس مجلس إدارة شركة «دبليو كابيتال للوساطة العقارية»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر