مساحة ود

أنتِ وأنا

أمل المنشاوي

أنتِ: يا سيدة البيت والقلب والماضي والحاضر والمستقبل

يا عبق الصبح ورائحة الورد ولون الأيام الحلوة.

أنت: يا بهجة العيد وفرحته، ومفتاح النجاح ودعوته، يا أمان الخوف وهدوء النفس وطيب الخاطر وملاذ المجروح والمغترب والمحتاج، وسند الأوقات العصيبة.

يا بهية رغم الـ70 خريفاً، ورغم حكايات الزمن الثقيلة فوق انحناءة ظهرك.

يا معتدلة ووسطية وذكية ولينة وعصية على الانكسار، يا غنية عن الجميع باللجوء إلى الله وعفيفة النفس بكثرة الرضا بقضائه.

أنتِ: يا فيض الحب ووجه الخير ونبع العطاء بلا مقابل في كل الأوقات، يا كبيرة المقام وحلوة المعشر واللسان وقريبة كل الناس وجارة كل الناس وصديقة كل الناس.

أنتِ: يا بشاشة الوجه وكرم الضيافة وفيض العطاء، يا أنس اللمة ودفء المشاعر وحميمية الاستقبال مهما توالت الزيارات.

يا صاحبة الكلمة الواحدة والنظرة الواحدة والقرار الواحد يا صبورة على العقوق ومحتسبة عند الثكل ويا قوية وشديدة على اعوجاج العود حتى استقام.

يا حسنة التدبير في السنوات العجاف وبعيدة عن التبذير في أوقات الرخاء، يا خير البيت وخير العمر وخير الأيام.

أنتِ : يا مفطورة على الحب وسوية النفس وسليمة القلب، يا عفية على الأحزان وصبورة عند المرض ورحبة الصدر مهما تقلبت الأحوال.

أنتِ: في كل بيت أساس متين لا يهتز وحضن يسع الجميع ودعوات في كل وقت تعرف طريقها جيداً للسماء، لا أحد مثلك، تجاعيد وجهك صبر، وبياض شعرك نقاء، ووهن عظامك دليل على حجم العطاء.

وأنا: كلما تقدم بي العمر أشبهك، أمارس طقوس اليوم مبكراً مثلك، أربي أبنائي على طريقتك، أردد حكمك وعظاتك ونصائحك نفسها.

وأنا: مثلك، أفضل الطعام الطازج وأطهوه بنكهتك، أعشق دفء الأسرة وحميمية اللمة لأسترجع بها ذكرياتي معك وأتجاهل من لا يعرف قدري حتى يسقط من ذاكرتي وفق منهجك.

وأنا: ذاك الوجه الذي يحمل ملامحك والعود الذي اشتد في تربتك والقلب الذي تعلم على يديك أن الظن بالله أبداً لا يخيب.

وأنا: مهما كبرت أظل صغيرتك، لا أملك إلا كلماتٍ لا تكافِئك، أتذكر كل صبح أيامي معك وأتقوى بصبرك وتحملك وأعرف فضلك وأمتن لرضاك وحتى لغضبك الذي أنار عتمة الطريق وصوب الخطأ وصنع مني ما يليق بكِ.

يقولون إني أشبهك، لكن الحقيقة أنا امتدادك وانعكاس حبكِ المحفور في تفاصيلي، أنا يا سيدتي منتجكِ.

فكل عام وأنتِ أمي.. وأنا أشبِهك.

@amalalmenshawi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر