ملح وسكر

المنتخب الوطني

يوسف الأحمد

الظروف تتدخل أحياناً لتكون مانعاً أمام الطموحات والرغبات، مثلما تلعب دوراً مزعجاً في قلب الأمور وبعثرة الأوراق، ولعل الحظ أحد هذه الموانع التي تقف حائلاً في كثير من الأحيان، ليكون سبباً في تأجيل الخطط والأهداف، وإعادة رسمها مرة ومرات، فلا عجب في ذلك، حينما انطبق ذلك على منتخبنا في مناسبات عدة، كان آخرها أمام إيران عندما سقط بهفوة وخسر اللقاء، معيداً بذلك سيناريو الخسارة السابقة في زعبيل، فرغم تعاقب السنين والزمن، يبقى أيضاً الحظ بليداً وعابساً أمام منتخبات بعينها، هكذا، فكم من المواجهات التي خسرناها وكنا نحن الأفضل فيها! وكم من النقاط التي تطايرت بسبب خطأٍ أو زلةٍ لم تكن بالحسبان، بل ذهبت لمنافسينا هدية على طبق من الراحة وبالمجان!

في تلك المقابلة، لم يكن الأبيض طبيعياً في شوطه الأول، بخلاف النصف الثاني الذي قدم فيه واحداً من أفضل أشواطه في التصفيات، وكان قريباً من معادلة النتيجة وقلبها، لولا سوء الطالع، حيث أظهر تناغماً وتجانساً في خطوطه، وفرض أفضليته وكعبه، ما دفع خصمه لممارسة الخشونة أحياناً لإرهاب اللاعبين والحد من خطورتهم التي شكلت فارقاً كبيراً، وسببت للمستضيف الحرج الكثير، لكن الحظ واصل عناده، وأنكر جهد وعطاء لاعبينا المميز، فارضاً بذلك الهزيمة، ومُهدياً الخصم النقاط الثلاث.

عموماً علينا تقبلها في كل الحالات، لكننا نتفق بأن الخسارة مؤلمة أيضاً بجميع حالاتها، وتبقى أشد ألماً ووجعاً عندما تكون الأفضل والأكثر حاجة لنقاطها، بخلاف ذاك الذي اعتبرها استعراض عضلات وفرض حضورٍ، بعدما ضمن الوصول للمونديال مبكراً، لذا فقد كان الخروج بنتيجة إيجابية إنصافاً لنا، كونها ستُريح البال، وستُعطي أريحية أكثر للجهاز الفني، بما يُعزز الثقة عند اللاعبين، ويزيل من محيطهم تلك المنغصات التي حاصرتهم طوال هذا المشوار.

صحيح أن فرصة اللعب في ملحق التصفيات مازالت قائمة، وبالإمكان تأكيد وجودنا لو أحسنا استثمار مواجهتي كوريا والعراق من خلال الظهور بصورة الشوط الثاني المثالية التي كنا عليها في إيران، شريطة أن يُبدي السيد مارفيك مرونة في خياراته وأسلوبه، وأن يتخلى عن ذاك الجمود والتردد الذي صار صفة ملازمة له طوال ما مضى من مواجهات، فمنتخبنا لديه الأفضل، وعنده من القدرات والممكنات ما يجعله في وضع مناسب ومنافس، لكن ما عابه الأسلوب والتدخل الفعال رغم امتلاكه الأدوات، لاسيما العناصر الشابة الحالية التي تُشعرنا بأن مستقبل الأبيض مُطمئن!

• منتخبنا لديه الأفضل وعنده من القدرات والممكنات ما يجعله في وضع مناسب.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر