ملح وسكر

قوة الأندية في «البناء والتأسيس»

يوسف الأحمد

يبقى البناء والتأسيس مرتكزاً أساسياً لازدهار واستقرار الأندية، فنياً وإدارياً، على المديين المتوسط والبعيد، لما له من فوائد ملموسة، تُسهم في تعزيز مسيرة الفرق وقوتها، مثلما تعمل أيضاً على تثبيت أركانها، ودعم حضورها في جميع المهام والاستحقاقات المطلوبة.

ولعل القاسم المشترك في عملية البناء هو عامل النوع، الذي يلعب دوراً رئيساً في جني المكاسب وقطف ثمار العمل، من خلال الجهود المتأصلة والمعكوسة في البرامج والخطط التي تتبناها المؤسسات الكروية، بما يوائم بين الاحتياجات والمكتسبات، بناءً على المعطيات المتوافرة من خامات ومواهب، ومن يُشرف على تأهيلها وبنائها للمستقبل المقبل، الذي ستتحول فيه تلك العناصر إلى ركائز أساسية، تدافع عن ألوانها وشعاراتها في مختلف الميادين.

وطوال العقود الماضية، تبنت الأندية منهجية محددة في عملية البناء، انطلاقاً من الأكاديميات والمدارس، مروراً بالمراحل السنية وغيرها، وذلك من خلال إسناد تلك المهام إلى طواقم فنية متنوعة، تعمل وفق إطار معين لتدريب صغارها وتأهيلهم للوصول إلى مستوى يضعهم فوق أرضية ثابتة للانطلاق والوجود مع الكبار في ما بعد، لكن مخرجات تلك العملية لاتزال ضعيفة، قياساً بالنوعية والجودة التي تتطلبها خصائص ومواصفات لاعب الكرة.

وقد اختلفت المعايير عما كانت عليه في الماضي بعدما تغير المفهوم، وأصبح نظام اللعبة لا يعتمد على لاعب يُجيد المراوغة والتسديد أو التمرير فقط، بقدر ما بات المستطيل يتطلب عنصراً متكاملاً ومنسجماً، بين عقل كروي وبنية جسدية صحية ومهارة وموهبة.

هي قاعدة راسخة لا يمكن أن تُلغى من المفهوم الحديث للكرة العصرية، بعدما تحولت إلى أسلوب بناء ونهج في المدارس الكروية العالمية، التي تجاوزت النمط القديم، وصارت تعتمد على خليط مزدوج من الممارسات التي أفرزت لها نوعيات مميزة وذات قيمة عالية في الملاعب. وقد يكون أحد الإشكاليات التي يواجهها معظم أنديتنا هي الإدارة السيئة لملف الناشئين والأشبال، ومدى أولويته في خانة الاهتمامات عندها، مع إهمال البعض له، ممن جعلوا الفرق الأولى أكبر همهم وأقصى حُلمهم، ما جعل هذه الفئة الصغيرة تنشأ في بيئة فاقدة للكثير من المقومات الأساسية الداعمة لبنائها وتنشئتها، صحياً وبدنياً، بما يُنمي قدراتها فنياً وسلوكياً.

لذا هو قطاع يُعد أحد أوجه الاستثمار الحقيقي للأندية، ولو تمت إدارته بشكل سليم ستتخطى عوائده سقف التوقعات، لكن واقع الحال يتفاوت من مكان إلى آخر، الأمر الذي يُدين المعنيين الذين أهملوا رافداً مُهماً، وأضاعوا الوقت في خياطة وترقيع ثوب، مهما أنفقوا عليه سيبقى الشق فيه كبيراً!

• الإدارة السيئة لملف الناشئين والأشبال من الإشكاليات التي يواجهها معظم أنديتنا.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر