رأي رياضي

التجربة الاحترافية

حسين الشيباني

بعد مرور 13 سنة على تطبيق التجربة الاحترافية في ملاعبنا والتحول بشكل تدريجي وآمن من مرحلة الهواية إلى الاحتراف، تبرز بعض الظواهر من حين إلى آخر لا تنسجم مع منظومة الاحتراف المستهدفة في الأساس بأنديتنا وقطاعاتنا الرياضية، التي قررت في السنوات الـ13 الأخيرة أن تلاحق النهضة الكبيرة التي تشهدها قطاعات الدولة حتى تكون على مقربة منها، ومن هذه الظواهر مسألة تفرغ اللاعب لوظيفة لعب كرة القدم والتدريب فترتي الصباح والمساء، ورغم أن لاعب الكرة في منظومة الاحتراف الجديدة يجب أن ينصبّ كل تركيزه على اللعبة والنادي والمنتخب حتى يفي بمتطلبات المرحلة الجديدة وطموحات الجماهير، فإنه في الواقع يوجد عدد كبير من لاعبي دوري المحترفين والمنتخب الوطني لا تربطهم أي علاقة بناديهم سوى ساعتي تدريب بعد العصر والمباريات الرسمية، لأن اللاعب مرتبط بدوام يومي في وظيفته والبعض متفرغ للسهر والنوم في الفترة الصباحية والتدريب فقط في الفترة المسائية، وللأسف لا توجد منظومة احترافية تطبق في الأندية، والمدربون يريدون الراحة في الفترة الصباحية وعلى هوى اللاعبين ورغبتهم، لأنهم وجدوا إدارات الأندية لا تطلب من المدربين وضع برنامج تدريبي لفترة الصباح، ولا توجد منهجية احترافية في الأندية تلزم كل اللاعبين بالتدرب فترتين بشكل شبه يومي، والمفاهيم لاتزال مغلوطة في الوسط الرياضي رغم مرور 13 سنة على تطبيق المنظومة الاحترافية.

اللاعب يجب أن تكون وظيفته لاعب كرة، لأنه مرتبط بعقد مع ناديه للتفرغ للعب كرة القدم فقط، إذ يجب على الملتزم بعقد عمل في جهةٍ ما ألا يرتبط بعقد آخر مع جهة أخرى في الفترة الزمنية نفسها، وهذا الأمر يجب أن تجرى مراجعته وإعادة تقييمه بشفافية ومصداقية من دون مجاملة أو الخضوع للاعبين النجوم، لأن الهدف من تطبيق منظومة الاحتراف هو الارتقاء بكرة الإمارات إلى المعدلات الدولية وتحقيق الطفرة المأمولة على المستوى القاري، وهذا لا يتحقق إلا إذا أصبح اللاعب المحترف متفرغاً لمهنة كرة القدم ويخضع لبرنامج تدريبي في الفترتين الصباحية والمسائية، ويطبق مفهوم الاحتراف بشكل احترافي.

يجب على القائمين على منظومة الاحتراف طرح موضوع ظاهرة اللاعب الموظف والتدريب المسائي فقط على مائدة البحث والدراسة حتى نتقدم إلى الأمام بثبات، لأن الأمر أصبح في غاية الخطورة على تطور كرة الإمارات وتصنيفها، والنتائج المخيبة للآمال مقابل ما يصرف من أموال طائلة على اللاعبين المحترفين.

ضعف التشريعات في نظام الاحتراف جعل اللاعب المحترف يبحث عن مهنة أخرى غير مهنة لاعب محترف، والمدرب أيضاً لا يرغب في العمل الاحترافي كما يحدث في بلاده، والخسارة القاسية بخمسة أهداف دون رد للمنتخب الأول في كأس العرب تجرنا إلى فارق العمل بين مدرب يعمل عن بعد ويبحث عن راحه لنفسه ولاعبيه، ومدرب آخر لمنتخب منافس يعمل منذ أربع سنوات مع منتخب بلاده لم يذق طعم الراحة لا هو ولا لاعبوه، وبرنامج الإعداد على مستوى عالٍ من الاحترافية ومشاركات في بطولات خارجية وقارية، والاحتكاك بمدارس كروية مختلفة وأعلى تصنيفاً، وخطة إعداد طويلة المدى.

يجب إدراك مدى خطورة هذه الظاهرة وإيجاد حل سريع.. لا يستقيم الظل والعود أعوج.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر