خارج الصندوق

دبي 2021.. عام الثقة

إسماعيل الحمادي

مئات المشروعات العقارية تم طرحها خلال السنة الجارية من طرف المطورين، ومليارات الدراهم حصدتها المبيعات العقارية في سوق دبي خلال عام 2021، وآلاف اللاعبين الجدد دخلوا السوق العقارية خلال هذه السنة.. كل هذا يحدث في مرحلة اقتصادية أقل ما يقال عنها إنها الأصعب في تاريخ الاقتصاد العالمي، لكن ماذا يحدث؟ وماذا تعني لنا سنة 2021 عقارياً؟

سنة 2021 أثبتت لنا صدق مقولة «تولد الإنجازات من رحم الأزمات»، وهذا ما حدث بالفعل في القطاع العقاري والاقتصاد المحلي بشكل عام، حيث أثبتت لنا هذه السنة أن «التوقف» مجرد فكرة فقط يمكن السيطرة عليها وإبطال مفعولها من خلال فكرة أخرى أقوى منها، تلك هي الطريقة التي تم تبنّيها على مستوى جميع القطاعات الاقتصادية والمجالات المحفزة للبيئة الاستثمارية، وعلى ضوئها انتقلت عدوى التفاؤل تدريجياً لتشمل الجميع.

لقد أثبت لنا عام 2021، كيف ارتفع وتضاعف حجم الثقة بحكومة دولتنا وقطاعاتها الاقتصادية، ومنها إلى القطاع العقاري الذي اكتسب بدوره ثقة مضاعفة من طرف المطورين والمستثمرين، فكانت النتيجة قفزات مالية وقيمة عالمية لعقارات دبي، وكانت أفضل سنة عقارية على الإطلاق بإجماع خبراء السوق والتقارير المحلية والعالمية، حيث سجلت قيمة الرهونات ارتفاعاً، كما أن المبيعات على الخارطة ارتفعت أيضاً، وارتفعت معها مبيعات السوق الثانوية، وزاد الطلب على الفلل، واكتسبت عقارات الواجهات المائية زخماً غير مسبوق، إلى جانب العقارات الفاخرة التي تعززت شهرتها خلال هذه السنة.

أقل ما يقال عن سنة 2021، إن العقار حلّق عالياً وعالمياً، والدافع الرئيس لكل ذلك، هو الثقة أو بالأحرى تراكمات متتالية من الثقة التي سادت مختلف القطاعات الاستثمارية وحصد نتائجها القطاع العقاري، انطلاقاً من التسهيلات والحزم الاقتصادية المحفزة لتأسيس الأعمال بين خفض وإلغاء رسوم محددة، خصوصاً بالتأسيس أو التجديد، مروراً بمرونة المؤسسات المالية في منح التمويل والقروض وخفض فائدتها والتي لعبت دوراً في رفع مستوى هذه الثقة، دون إغفال السماح بتملك الأجانب لمشروعاتهم بنسبة 100%، وخفض قيمة شراء العقار للحصول على إقامة طويلة (من مليون إلى 750 ألف درهم)، إلى جانب قانون الإقامات الطويلة للكوادر المهنية والمبدعين والمهارات العلمية، وصولاً إلى قرار تغيير العطلة الأسبوعية لمواكبة بيئة العمل العالمية والاقتصاد العالمي، ومختلف التشريعات الأخرى التي صدرت هذه السنة بهدف تعزيز بيئة دبي كبيئة عالمية للعيش والعمل والسكن.

كلها مجتمعة صنعت واقع القطاع العقاري في 2021، وكلها مجتمعة أسهمت بطريقة أو بأخرى في تحفيز سوق البيع وسوق طرح المشروعات، وجميعها صنعت مكانة جديدة لعقارات دبي في العالم يٌتوقع لها أن تستمر على مدى سنوات مقبلة، والسبب الرئيس في كل ما تحقق هذه السنة وما سيتحقق لاحقاً هو «الثقة»، ولولا الثقة ما عبرت عقارات دبي الحدود الجغرافية العالمية في عز أكبر موجة إغلاق شهدها العالم لأكثر من سنة تقريباً.

باختصار 2021 كانت مجرد سنة لاختبار مدى الثقة التي تتمتع بها دبي في العالم، وبالفعل هي نالت الثقة كاملة والدليل إنجازاتها.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر