٥ دقائق

نعود إلى بايدن!

عبدالله القمزي

أعود إلى الرئيس الأميركي جو بايدن بعد ستة أشهر من مقال «متفرقات» الذي أشرت فيه إلى أني أشعر بأن العالم توقف لعدم أهمية الأخبار الواردة من البيت الأبيض بعد دخول بايدن.

ماذا حدث بعد ستة أشهر من ذلك المقال؟

الإجابة من استطلاع رأي لصحيفة «نيويورك بوست» وموقع «فوكس» الإخباري ووكالة «أسوشيتد برس» و«سي إن إن»؛ يعني من اليمين واليسار والوسط: ثلثا الأميركيين يشكون في إمكانية الثقة بالرئيس بايدن.

قال 70% إن سياساته أضرت بالاقتصاد أو لم تؤثر فيه، وشكك 66% في الأسلوب القيادي للرئيس.

عند سؤالهم عن رأيهم في أداء الرئيس المتعلق بالاقتصاد، 54% أعربوا عن عدم اتفاقهم، وهذه زيادة 5% من شهر أغسطس الماضي و12% زيادة منذ أبريل الماضي.

وللتذكير بالمشكلات الاقتصادية التي تواجهها إدارة بايدن التي تدخل عامها الثاني الشهر المقبل فهي: تعطيل سلاسل الإمداد، ارتفاع أسعار الغاز، ارتفاع أسعار المنازل، التضخم.

وجد استطلاع الرأي أن 80% من الأميركيين يرون أن التضخم مشكلة الاقتصاد الكبرى. 79% يرون أن مشكلة سلاسل الإمداد لا تقل أهمية عن التضخم، و70% ترى أن ارتفاع أسعار المنازل وارتفاع أسعار الغاز والسلع الأساسية في البقالات مشكلات ضخمة لا تقل عن التضخم.

أما بالنسبة لنائبة الرئيس كامالا هاريس فإن أقل من نصف الناخبين المسجلين يرون أن أداءها جيد. وبعيداً عن لغة الأرقام، ماذا فعل بايدن؟

عقد قمة افتراضية للديمقراطية وحقوق الإنسان لم تُدع إليها كل الدول الديمقراطية! وقال إنه مصمم على الفوز على الجمهوريين! وهو ما أثار سخرية من الحزب الديمقراطي نفسه الذي ينتمي إليه الرئيس.

أسباب عقد القمة حسب كلام الرئيس هو إصلاح الدمار في العلاقات السياسية والتحالفات الذي سببه الرئيس السابق دونالد ترامب! لكن الحدث نفسه تعرض لانتقاد شديد جداً من نشطاء سياسيين يرون أن النظام الديمقراطي لبلادهم يعاني تشققات كثيرة.

مجلة «تايم» الأميركية وصفت المؤتمر بالنفاق السياسي و«نيويورك تايمز» قالت: هل واشنطن مؤهلة لعقد قمة من أجل الديمقراطية وسط المشكلات الاقتصادية التي تضربها؟ وهاتان الوسيلتان تُحسبان على حزب بايدن.

نعود للسؤال: ماذا حدث خلال العام الأول من رئاسة بايدن؟ انسحاب فاشل مذل من أفغانستان، وعقد قمة افتراضية للديمقراطية سخر منها حزب الرئيس نفسه. ألا تشعرون معي بأن هناك جموداً شديداً في واشنطن؟!

موقف:

مرت الولايات المتحدة بظروف مماثلة في عهد الرئيس جيمي كارتر آخر السبعينات، وكان هناك تضخم وأزمة ارتفاع أسعار النفط والسلع الأساسية، وكانت الجريمة مرتفعة في حقبته كما هو الحال في عهد بايدن، وكان كارتر منسحباً ويتحدث في أشياء لا تهم شعبه، وإنجازه اليتيم في السياسة الخارجية كان اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل.

خسر كارتر الرئاسة خسارة فادحة أمام الكاريزماتي رونالد ريغان، وعندها خرجت الصحف الأميركية بالعنوان الشهير: «الفائز ريغان.. من الساحل إلى الساحل».

انسحاب فاشل مذل من أفغانستان وعقد قمة افتراضية للديمقراطية سخر منها حزب الرئيس نفسه.

 

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر