مساحة ود

كيف لا نحبها

أمل المنشاوي

نُلام في حب الإمارات، يقولون اتخذناها وطناً، نحمل هويتها، ونعشق هواها، ونتمنى لها الخير في كل فجر.

نعرف شوارعها، وعناوين أيامها، وتواريخ أعيادها، ونبارك نهضتها، ونذود عن سمعتها كأبناء بارين.

نشتاقها في البعد، ونسعد بالعود، ونتفاءل معها كل صبح.

نحفظ نشيدها، ونردد خلف رايتها «عاش اتحاد إماراتنا».

نأنس لأنسها، ونحتفي بانتصاراتها، ونترحم على شهدائها، ونقف تقديراً لتحية علمها.

وكيف لا نحبها وقد أحسنت وفادتنا، وأعزت الضعيف، وأغنت المعوز، وأحبت من قلبها الجميع!

كيف لا نحبها وهي من أمّنت الخائف، وآوت الغريب، وطمأنت قلقه، وفتحت له أبواباً للعمل والعيش والسعادة!

كيف لا نحبها وهي أرض الفرص والأحلام، تقدّر الجهد، وتكافئ أهله، وتعرف قيمة العلم والعلماء، وتشرع نوافذها كل صباح للتميز والتنافس والجديد!

كيف لا نحبها وهي من علمتنا قيمة الوقت، وتقبّل الاختلاف، ونبذ العنف، والتعايش بسلام!

كيف لا نحبها وهي تنظر إلى الجميع بعين المساواة، وتنظم قوانينها لتطبقها على الجميع، فلا محاباة ولا استثناء!

كيف لا نحبها وهي تعطي وتستوعب وتحب بلا سبب، وتُشعر من يأتيها بألفة نادرة، وترحاب خالص لوجه الخالق، تستقبل وتودع الجميع، حتى أعداءها، بابتسامة المنتصر الكبير!

كيف لا نحبها وهي دولة المواقف الثابتة، والسياسة الواضحة، والمصالح المعلنة، والحقوق المشروعة، التي لا تعرف تآمراً أو غموضاً!

خمسون عاماً من عمر الزمان، سطّرت فيها الإمارات تاريخاً مختلفاً، عمّرت فيه مدناً وبيوتاً وطرقاً، وصبغتها بألوان الفرح، فصارت الوجهة الأكثر جذباً للإنسان، والحلم الذي يراود الجميع.

نشرت الإيجابية والبهجة والثقة في ربوعها، وغيّرت الواقع الصعب إلى حياة سهلة، وأيام رغيدة.

خمسون عاماً من الإنجازات المدهشة، إذا ما قُورنت بواقع البدايات وما به من صور لأرض صحراوية وعيش بسيط.

نصف قرن من عمر الزمان مرّ سريعاً، لكن الأسرع منه حقاً عزم الآباء المؤسسين، وقوة إيمانهم، وثقتهم، التي أحالت الرمال ذهباً، وحوّلت ملح البحر ماءً عذباً، يسقي البشر والشجر، ونشرت الخير في كل بقاع الأرض.

هي الإمارات في عيدها الخمسين، دولة المركز الأول، الكبيرة بحب ناسها وسكانها، الغنية بمواردها التي وهبها لها الخالق، فوسعت بخيراتها كوناً بأكمله، العفية بإنسانها الذي ينشر تسامحها أينما حلَ وارتحل.

هي الإمارات في عيدها الخمسين، شعب طيب بشوش، حسن الخلق، لا يعرف حقداً ولا تمييزاً، وأيادٍ بيضاء، تمتد بلا منّة ولا تفضل، ونظام حياة يحترم الإنسان، ويُعلي قيم العدل والإخاء.

فهل نُلام في حبها؟ أو نُساءل: لماذا اتخذناها وطناً؟

@amalalmenshawi


لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر