ملح وسكر

فرصة للمراجعة والتقييم

يوسف الأحمد

سيتوقف قطار الدوري بعد انقضاء الجولة الماضية، لتهيئة الأجواء، وإفساح الطريق أمام منتخبنا الوطني لخوض غمار منافسات بطولة كأس العرب، ثم استكمال استحقاقه الآسيوي في تصفيات مونديال 2022، التي أنعشنا آمالنا فيها أخيراً.

ولعلها فرصة سانحة للأندية لتتحرك نحو مراجعة وتقييم مخرجاتها للفترة الماضية من دورينا، ومقارنتها بحجم الجهد والصرف الذي جاء في خانة التحضير والإعداد قبيل انطلاقة الموسم، فالعديد من الفرق أخفق في جني مكاسب من النتائج، بعدما رسمت لها مساراً معيناً لحركتها في جدول الترتيب، لكن المعطيات لم تأتِ بالشكل الطموح والمتوقع، الأمر الذي دفع العديد منها إلى التحرك بهدوء نحو سرعة التدخل لتحديد الخلل، ثم اتخاذ الإجراء المناسب من أجل التصحيح والخروج من تلك الحالة.

ومما لا شك فيه أن البعض قد تحاصره الظروف في سبيل التغيير والتعديل، لاسيما أن النقد لم يعد متوافراً مثلما كان في الماضي، إذ يعد بمثابة عجلة التغيير السريعة التي تقلب الأوضاع من حالٍ إلى حال، كونه أداة ووسيلة سريعة لتصويب الخطأ، فمن خلاله تنأى الإدارات بنفسها عن تلك الارتدادات العنيفة من موجات الغضب والاحتقان، خصوصاً حينما تتحول النتائج إلى انتصارات وقفزات بين مراكز الترتيب، ما يؤدي إلى تخفيف الاستياء، وإضفاء مزيج من العلاقة السلمية المتبادلة.

ولا عجب أنها ظاهرة موسمية معتادة عندما تحل فترة الانتداب والانتقال، حيث تخرج فيها أسماء، وتتبدل فيها وجوه، بُغية تحقيق الطموحات التي لربما تخرج نتائجها بما تتمناه الأندية، أو قد تعاكسها الرياح، وتخيب معها تلك الأمنيات والتطلعات. لكن فعلياً، هناك حلقة مفقودة في منظومة العمل المختلة، ما يعيد طرح وإثارة الأسئلة الساخنة حولها، بما يجعل الاستفهام يدور بين معيار الاختيار ونوعية العناصر التي يُفترض أن تُضفي الفائدة والإضافة في المستطيل، وتعطي كذلك مستوى وأداءً ينعكسان بشكلٍ إيجابي ونافع.

ولأجل ذلك، فإن تبني العلاجات المخدرة والمؤقتة لن يؤتي الثمرة المفيدة، عطفاً على تجارب السنين الطويلة التي استمر فيها النزف والهدر بطريقة أثقلت كاهل الأندية، وكبّدتها الكثير، ما دفعها للاستغناء عن عناصر مؤثرة لتسديد الالتزامات وتقليص الخسائر، بما يُجنبها العجز والإفلاس، ويضمن كذلك بقاءها بين الكبار. لذا، فالمسألة ليست إقالة جهاز فني أو استبدال لاعبين بقدر ما هي إدارة واستدامة لمكونات هذه الأندية من لاعبين وأجهزة فنية وإيرادات وممتلكات تُشكل أصولاً ثابتة، والتي ينبغي إدارتها وفق منهجية متكاملة ومستدامة لتحقيق الاستقرار.

• المسألة ليست إقالة جهاز فني أو استبدال لاعبين بقدر ما هي إدارة واستدامة لمكونات الأندية.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر