خارج الصندوق

«سيتي سكيب 2021».. تغير موقع المعرض وغاب الإبداع

إسماعيل الحمادي

كالعادة لم أفوت فرصة التنقل بين أجنحة «معرض سيتي سكيب غلوبال» في نسخته الأخيرة التي تمت في موقع «إكسبو 2020 دبي»، وكالعادة تتعدد منصات العرض، ويتعدد العارضون، إلى جانب جولات الذهاب والإياب التي تملأ الأروقة، من قبل زوار المعرض والمنظمين له على حد سواء.

توقفت تقريباً عند كل منصة للاطلاع على المنتجات المعروضة والخدمات العقارية المتاحة، وما هو الجديد في نوعية المشروعات المطروحة للبيع المباشر من خلال المعرض.

لا أريد أن أكون سلبياً، كما أنني لا أقصد طرفاً معيناً بما سأناقشه اليوم معكم، بل أرغب فقط في نقل ملاحظاتي كأحد المهتمين بالقطاع العقاري، والمتطلعين لتحقيق التطور المستمر، والحفاظ على عنصر الجذب الذي طالما تميز به القطاع.

ما عدا تغير مساحة المعرض، وزوايا العرض، وموقع المعرض، لا تغيير آخر يكاد يُذكر على معروض الشركات العقارية عبر المنصات.. مشروعات عقارية مألوفة وعادية، يغيب عنها الإبداع والابتكار الذي أصبح شعاراً تقوده دبي على مستوى جميع إنجازاتها بمختلف قطاعاتها الاقتصادية، لتصنع طريقاً متميزاً ومتفرداً بها نحو المستقبل، ولولا هذا الطريق ما تدرجت دبي بهذه السرعة على سلم العالمية.

لقد غاب معظم الكبار الذين كانوا يقودون القطاع في فترة ما عن المعرض، مع احترامي لكل شركات التطوير التي تنشط محلياً، فلم أر إبداعاً طاغياً على المشروعات العقارية التي يجري تطويرها، عكس ما نسمعه ونقرأه عن تفاصيل المشروعات عند إطلاقها والترويج لها، باستثناء فئة قليلة جداً تعد على الأصابع.

أذكر أن أول معارض «سيتي سكيب» في دبي، أقيم عام 2002، مع بداية نهضة دبي العقارية، ومنذ تلك السنة، استمر الحدث في النمو، ليصبح واحداً من أضخم المعارض العقارية في المنطقة على مدار 12 سنة تقريباً. ووقتها لعبت نوعية المشروعات العقارية المطروحة دوراً في تعزيز هذا النمو، من خلال توسيع دائرة استقطاب المستثمرين من الأسواق العالمية، حتى نسخة 2015 تقريباً، فإنه يمكن القول إن النسخ التالية لذلك العام من المعرض، كانت متكررة من حيث نوعية المنتج المعروض من طرف الشركات.

نعم، كبرت المساحة، وتزايدت شركات العرض، لكن السمة المشتركة التي جمعتها هي تشابه المنتج، وتقارب فكرة التطوير، في ظل غياب روح الإبداع والابتكار التي كان يجب أن تطغى على المشروعات المعروضة، حتى تليق بمكانة دبي العالمية حالياً.

مؤسف أن يقارن الزائر لمعرض «إكسبو» بين درجة الإبداع المعتمد في تصميم الموقع وأجنحته، وفي مقدمتها جناح دولة الإمارات، ثم يرى مستوى أقل من ذلك الإبداع على منصات المعرض العقاري.

وانطلاقاً من هذه التجربة، فقد حان الوقت لندرك جميعاً أن مقياس الجذب في القطاع العقاري اليوم تغير، إذ لم تعد كثرة طرح المشروعات أو ضخامتها هي المقياس، بل درجة الإبداع والابتكار في الطرح والتميز في التصاميم، وهذا ما يجب التركيز عليه خلال التفكير في طرح أي مشروع عقاري جديد في السوق.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر