5 دقائق

أصدقاء الصُدف المحرجة!

عبدالله القمزي

العلاقات الاجتماعية عامل مهم لتحقيق السعادة، عندما تفكر في الصداقات المهمة في حياتك تبرز في عقلك صور أشخاص معينين، قد يكونون أصدقاء طفولة ممن عشت معهم تجارب مشتركة لا تنسى.

وقد يكونون مجموعة أصدقائك الذين تجتمع معهم في المجلس أو المقهى من الذين حضروا أفراحك وأتراحك. و قد يكونون زملاءك في العمل من الذين تمضي نصف ساعات استيقاظك في صحبتهم بالمكاتب، أو بالطبع قد يكونون جيرانك.

تقسم الصداقات حسب الأبحاث الاجتماعية إلى أصناف، منها: أصدقاء مدى الحياة، أصدقاء مقربون، أصدقاء الأنشطة المشتركة (تلتقيهم في الصالة الرياضية مثلاً أو في حدث معين، ولا تختلط معهم بعد ذلك). أصدقاء ألفة (يندرج هنا زملاء العمل).

كي تزدهر في حياة طغت عليها العزلة فعليك جمع أصدقائك من كل المجموعات المذكورة بحيث تتشكل لديك طبقات متعددة من الصداقات، لأن ذلك يرتبط بشكل إيجابي بالرضا العام عن الحياة، وهذا مقياس عالمي يستخدم لتقييم السعادة وجودة الحياة للشعوب.

فلو تفاعلت مع مجموعة أصدقاء مكونة من الأصناف المذكورة، في غضون أسبوع مثلاً، فذلك يمنحك فرصاً للتفاعل مع أناس مختلفين، ما يضفي تجديداً على حياتك، بغض النظر عن سنك، وعن أي مرحلة من حياتك، فمن الضروري أن تكون لديك شبكة متعددة الطبقات من الصداقات.

ستمنحك هذه الشبكة تنوعاً شديداً في حياتك، وتساعدك على تنمية العلاقات خارج منطقة الأمان، وتشجعك على تعلم وجهات النظر الأخرى والاطلاع على أذواق جديدة و طُرق حديثة للنظر إلى الحياة وعيشها.

موقف:

منذ أعوام ذهبت مع صديق إلى مجلس اعتدنا الذهاب إليه بشكل يومي في رمضان، في ذلك التجمع كان هناك على الأقل سبعة أشخاص جدد علي، جلس صديقي بجانبي على اليمين وانشغل بالأكل، بينما كنت أتبادل أطراف الحديث مع صديق آخر على يساري ألتقي به هناك.

نهضت من مكاني للسلام على رجل أعرفه في زاوية المجلس، وعدت لإكمال الحديث مع الصديق الأول. مرت ربع ساعة من الحديث، وهنا بدأ صديقي الذي أتيت معه يأكل بشكل أزعجني فأردت تنبيهه.

التفت إليه فجأة وقلت له مازحاً: ألا تشبع أنت! لكن الجالس بجانبي على اليمين لم يكن صديقي، وكان رجلاً لا أعرفه! انفجر نصف الحاضرين ضحكاً على الموقف، بمن فيهم الرجل الغريب الذي انصدم من تعليقي أولاً ثم ضحك! وانتبهت عندها أن صديقي الذي أتيت معه خرج من المجلس ليجيب على مكالمة.

رغم أنه موقف محرج جداً إلا أن الرجل الغريب أصبح صديقاً يسلم علي بحرارة كلما التقى بي في أي مكان، ويجلس معي في المقهى عندما يراني مرة كل شهر أو اثنين، وهذا تصنيف جديد للصداقة أسميه أصدقاء الصدف المحرجة!

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر