ملح وسكر

بصيص الأمل

يوسف الأحمد

الفوز على لبنان في تصفيات مونديال 2022 الحالية جاء متأخراً جداً، في وقت عَمّ فيه الإحباط واليأس بعد التفريط في النتائج ونزف النقاط، ما جعل حظوظنا في التأهل تكاد تكون معقدة وشبه مستحيلة. فالمتتبع لمشوار الأبيض في الجولات الماضية يجد حالة عجيبة من الضعف والتناقض التي يفترض ألا تكون حاضرة بين صفوف لاعبينا، عطفاً على ما يتمتعون به من مهارات وقدرات جيدة وأفضلية فنية، كان بالإمكان ألا تُظهرهم بتلك الصورة المهزوزة والضعيفة لو أحسن الهولندي مارفيك تنظيمهم وتوظيفهم بطريقة تجعلهم منافسين لا منكسرين وتائهين في المستطيل.

هي مقومات وعوامل يتفق الجميع على وجودها في ملعب الأبيض ولاعبيه، لكنها لم تدر بالشكل السليم الذي يُهيئ لهم أرضية مثالية تمنحهم الثقة واليقين لمقارعة خصومهم بشراسة ثم تفرضهم في مثلث المنافسة بالمجموعة. وقد تكون أيضاً سابقة في مشوار التصفيات، عندما استبكر التبديل في هذا اللقاء عند الدقيقة 60 مخالفاً بذلك عادته المستفزة التي يدفع فيها بالبدلاء بعد الدقيقة 90.

لكن العودة بالنقاط الثلاث قد فتحت شيئاً من باب الأمل عند فئات عديدة من الجماهير التي ترى الإمكانية في القفز والذهاب بعيداً، شريطة الاستغلال الأمثل لبصيص الأمل الذي بزغ نوره من ملعب بيروت. ولعل المواجهات المتبقية تستدعي القراءة المسبقة الذكية مع استحضار القوى الذهنية والبدنية، كونها الرهان الوحيد المأمول بعد أن تحولت إلى نهائي كؤوس يستوجب استغلالها بأيةِ وسيلة كانت، دون اتكال على خدمات الغير والتي إن حضرت فأهلاً بها.

وعلى الرغم من نبرة التفاؤل المحدودة التي سادت أخيراً، إلا أن هناك هاجساً مزعجاً يظل محاصراً لطموح المتفائلين، كون العمل القادم مرهوناً بمدى فاعلية المدرب وحيويته مع الاستحقاقات المصيرية المقبلة، فالشق الأكبر من المسؤولية يقع على عاتقه، مثلما أن الحل والربط في المستطيل بيده، فلا توجد يد أخرى مسموح لها بالتدخل والتعديل أثناءها، رغم أن البعض طالب بتوسيع دائرة الصلاحية وإبقائه شكلياً في حال الإصرار على الأسلوب والطريقة ذاتيهما، حيث استنفذ الأعذار والمبررات بما جعله المتسبب الأول في ساحة الاتهام أمام الجمهور، بعدما أجمع النقاد على عقم أسلوبه وضعف إدارته الفنية التي كانت مانعاً في ظهور المنتخب بشكلٍ قوي ومقاوم لتجنب تلك النتائج، بل أفقدته مبكراً الاستحواذ على منزلة مريحة ومساحة خضراء من الأمل والحظوظ في التأهل. لذا فإن الفرصة تجددت وأحيت الأمل المفقود، لكنها مرهونة بالتحرر من الأسلوب العقيم وكسر الجمود العنيد! العمل القادم مرهونٌ بمدى فاعلية المدرب وحيويته مع الاستحقاقات المصيرية المقبلة.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر