خارج الصندوق

الشواطئ الاصطناعية تغيّر ملامح التطوير العقاري

إسماعيل الحمادي

هاجس عقارات الواجهات البحرية في دبي لم يتوقف على شواطئها الطبيعية التي نعرفها جميعاً، بل تعدى الأمر إلى إيجاد شواطئ اصطناعية داخل المجمعات السكنية، يخيل لكل من يراها أنها شواطئ بحر حقيقية.

كانت هذه التجربة هي القفزة النوعية التي شهدها القطاع العقاري المحلي بمجال الابتكار في المشروعات السكنية بهدف توسيع رقعة المساحات المائية والشواطئ التي تزخر بها الإمارة وتوسيع سوق عقارات للواجهات البحرية التي شهدت ولاتزال تشهد إقبالاً كبيراً عليها ولعبت دوراً في تحفيز نشاط سوق المبيعات العقارية المحلية.

دبي لم تكن الأولى في العالم باعتماد تقنية الشواطئ الاصطناعية بمشروعاتها العقارية، بل سبقتها مدن عالمية أخرى، لكن مدينة الشيخ محمد بن راشد ـ الحي الأول، كانت من أوائل المشروعات العقارية التي شهدها القطاع العقاري بشواطئ رملية وأمواج بحرية مصطنعة بعيدة عن سواحل الإمارة، حيث تضم المدينة واحدة من أكبر البحيرات الاصطناعية الكريستالية في المنطقة على طول سبعة كيلومترات محاطة بشواطئ رملية بطول 17 كيلومتراً.

وكان هذا المشروع الذي يضم 900 قصر وفيلا فاخرة و30 مبنى سكنياً، من أوائل المشروعات التي تحاكي أسلوب الحياة الفاخر المقترن بالسكن قرب الشواطئ البحرية، كميزة مضافة إلى جودة المشروعات السكنية التي تتفرد بها دبي في المنطقة. وعلى ضوء هذه التجربة قام العديد من المطورين باستنساخ تجارب مشابهة لها بمواقع أخرى في الإمارة، إذ أضافت مشروعاتهم العقارية نوعاً من الزخم على القطاع، كما أضافت طبعة جمالية على مشهد خريطة دبي، ويكفي أن تفتح الخريطة على محرك البحث «غوغل» وتستمتع بذلك المشهد.

مكانة دبي كوجهة للعقارات الفاخرة وزيادة المعروض بشكل عام، فرضت على بعض المطورين الخروج عن نطاق المألوف ليصبحوا أكثر قدرة على المنافسة في السوق، بخلق منتجات عقارية بوسائل راحة أكثر تقدماً وابتكاراً.

وتجسد هذا في البحيرات الكريستالية والشواطئ الاصطناعية التي أضافت قيمة مميزة للمشروعات السكنية وسوق العقارات الفاخرة في دبي من خلال توفير نمط الحياة المثالية للشواطئ بعيداً عن البحر، والإسهام في رفع العائدات الاستثمارية لتلك العقارات المطلة عليها.

مثل هذه المشروعات التي غيّرت كثيراً في ملامح التطوير العقاري الحديث، تمثل قيمة مضافة في سوق العقارات ولمطوريها كذلك.

ونجاح التجربة الأولى والثانية والثالثة يمهد الطريق لتجارب جديدة أكثر نجاحاً وابتكاراً وتميزاً في المستقبل، ويحقق استدامة الطلب بالقطاع، كما يجعل السوق المحلية من أكبر الأسواق العقارية من حيث العقارات الشاطئية التي حققت رقماً قياسياً في المبيعات خلال الفترة الأخيرة، علاوة على اعتبارها امتداداً لطول الشريط الساحلي الذي تزخر به دبي.

• «قفزة نوعية شهدها القطاع العقاري المحلي بمجال الابتكار في المشروعات السكنية بهدف توسيع رقعة المساحات المائية».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر