ملح وسكر

رحيل العنبري

يوسف الأحمد

قد تدفع التغيرات والتحولات لاتخاذ قرارات مؤلمة أحياناً يكون الغرض منها الإصلاح والتقويم لخللٍ أو عطلٍ ما، فهي سُنة كونية متعارفٌ عليها وقاعدة يستند إليها مفهوم العمل باتجاهاته وبرامجه وأنشطته المختلفة.

ولعل القرار الذي اتخذته الإدارة الشرجاوية بإعفاء المدرب الوطني عبدالعزيز العنبري من مهام إدارة الفريق الأول جاء نتيجة ضغوط متعددة لواقع بدا مختلفاً على فرقة الملك، ما كان له أثر مباشر من تراجعٍ وتذبذبٍ على صعيد النتائج أخيراً.

فهناك عوامل وأسباب متداخلة المسؤولية بين أطراف العلاقة التي سعت في ما بينها لمعالجة التعثر الذي يمر به الفريق، من خلال خيارات فرضتها الظروف لتغيير الحال والنهوض بها للانطلاق بثباتٍ واستقرار مثلما كانت سابقاً.

فقد كان استبدال المدرب بناءً على رؤيتهم هو الخيار المناسب والمتاح لتحقيق هذه الغاية لأجل اللحاق بركب المنافسين قبل تفاقم المشكلة وتعقدها، فالتغيير جاء بُغية إنعاش الفريق وتنشيط صفوفه بفكرٍ وأسلوبٍ متجدد، لكن بشرط أن يتوافق مع قدرات العناصر الحالية.

ولا خلاف على تغيير المدرب كون ذلك وارداً في العمل الكروي وفي مفهوم الاحتراف أيضاً، لكن يبقى العنبري علامة فارقة في مسيرة الملك لاعباً ومدرباً بعدما حظي بحب واحترام الجميع، لاسيما أنه نجح في هذا التحدي عندما أُسندت له مهمة إدارة الفريق الذي كان آنذاك رقماً هامشياً في البطولات وبعيداً بأشواط عن منصات التتويج، إلا أنه تجاوز ذلك باقتدار وحقق بطولة الدوري بعد عقود طويلة من الغياب، بل إنه أعاد الوئام والوصال بين الملك وجماهيره التي هجرته قسراً بفعل ما آل إليه من حال في تلك المواسم.

ولأجل ذلك فإن التعاطف الكبير الذي شمله من جماهير الدولة بعد قرار الإدارة لم يأتِ من فراغ، وإنما لشواهد حاضرة في أخلاقه وسلوكه الذي لا يختلف عليه ضدان، حيث قدم نموذجاً راقياً للمدرب المجتهد والمكافح الذي جعل من الإخلاص والحب نواة لنجاح عمله مع الشارقة، على الرغم من أن مشواره لايزال طويلاً في سلك التدريب لتحقيق مزيد من الإنجازات.

لم تكن إشادة وثناء رموز الإمارة له مجاملةً أو جبرَ خاطر، فهي تأكيد وترسيخ على العطاء ودعم المميزين بمكافأة إخلاصهم وحرصهم الذي أفرز نتائج باهرة من النجاح والتميز مع هذا المدرب القدير، الذي استطاع بهدوئه المعتاد إعادة الابتسامة إلى القلعة البيضاء بعد غيابٍ طويل.

• العنبري قدم نموذجاً راقياً للمدرب المجتهد والمكافح، الذي جعل من الإخلاص والحب نواة لنجاح عمله مع الشارقة.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر