رأي رياضي

العنبري وفينغر

حسين الشيباني

حقق المدرب عبدالعزيز العنبري في مشواره السابق مع الشارقة أرقاماً استثنائية في مسيرة المدربين المواطنين بدوري أدنوك للمحترفين، بعد نجاحاته اللافتة في قيادة الفريق إلى منصات التتويج، عقب غياب طويل، وصنع للفريق شخصية بطل ومنافس في جميع البطولات المحلية، وفريق يشار إليه بالبنان، ومرعب لجميع الفرق.

وقاد العنبري الشارقة إلى تحقيق نتائج إيجابية في المشاركات الخارجية بدوري أبطال آسيا، ومما لا شك فيه أن العنبري صنع تاريخاً لنفسه وللمدرب المواطن، ودخل أبواب المجد بقوة من خلال تسجيل الكثير من الأرقام الخاصة التي لم يسبقه إليها أحد، وترك تجربة ملهمة لكل المدربين المواطنين، فهو أول مدرب مواطن يحقق بطولة دوري المحترفين، ومعه نجح الشارقة في الفوز بلقب دوري أدنوك للمحترفين قي موسم 2018-2019 لأول مرة في تاريخ الشارقة منذ انطلاق الاحتراف، كما فاز بكأس السوبر في 2019، وتأهل إلى نهائي كأس الخليج العربي ليعود بالفريق إلى سكة البطولات من أوسع الأبواب.

وعلى المستوى الآسيوي لم يختلف الأمر كثيراً، حيث نجح الفريق ولأول مرة في التأهل مرتين على التوالي من دور المجموعات إلى ثمن النهائي، وكنا نتمنى استمرار المدرب مع الشارقة لأطول فترة مثلما حدث مع المدرب الفرنسي الشهير أرسين فينغر مع أرسنال الانجليزي، حيث تولى تدريب الفريق منذ عام 1997 حتى عام 2018، أي نحو 22 عاماً، ويعتبر الأكثر نجاحاً في تاريخ أرسنال. وحقق فينغر مع أرسنال العديد من البطولات، وفي مواسم كثيرة كان منافساً على المستوى الأوروبي، وربما كان الحال نفسه سينطبق مع العنبري آسيويا لو استمر مع الفريق.

إدارة أرسنال كانت تقدر عمل المدرب وإنجازاته بصنع فريق له شخصية ومنافس في كل موسم على البطولات، وهذا بحد ذاته يشفع للمدرب بالاستمرار مع الفريق. ومن يتابع الدوري الإنجليزي يدرك مستوى وترتيب الفريق حالياً. كنا نتمنى من إدارة الشارقة التمسك بالعنبري الذي انتشل الفريق من مراكز متأخرة وحوله إلى فريق منافس يحسب له ألف حساب، خصوصاً أنه رحل بعد الجولة السابعة، والفريق تفصله خمس نقاط فقط عن المتصدر.

رسالة إلى المدرب المواطن القدير عبدالعزيز العنبري: لا تترك التدريب، مازلت صغيراً في مجال التدريب، ولا تتجه إلى مجال آخر، فمجالك التدريب، وعندما يقول العالم الفرنسي ديكارت أنا أفكر إذن أنا موجود، وكذلك العنبري: «أنا أحقق البطولات ومنافس كل موسم، إذن أنا مدرب ناجح».

وبشكل عام فإن المدرب يحظى بأهمية كبرى بالنسبة لأداء ونتائج أي فريق، حيث يتحمل المسؤولية الكبرى في منظومة كرة القدم بأي نادٍ، متقدماً على اللاعبين والإدارة والجمهور، وبالتالي فهو أول من يرفع على الأعناق عند التتويج، وأول من يضحى به عند الخسارة.

«العنبري ترك تجربة ملهمة لكل المدربين المواطنين».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر