5 دقائق

«دايفرستي»!

عبدالله القمزي

خرجت مجموعة متطرفين من هوليوود منذ 2017 لتقول لنا شاهدوا أفلاماً من أجل «دايفرستي»، ولا تشاهدوا أي أفلام لا تحوي «دايفرستي»، والكلمة تعني «التنوع العرقي». يعني يريدنا هؤلاء أن نشاهد أفلاماً تحوي ممثلين بيضاً وسوداً وآسيويين، أو أعمالاً أخرجها سود أو نساء، أو أي عنصر غير أبيض ونتجاهل ما يخالف هذا التوجه.

حالة التطرف هذه وصلت بمهرجان لندن السينمائي منذ ثلاثة أعوام إلى اتخاذ قرار جنوني بإعلان 50% من الأفلام المشاركة من صنع نساء! يعني حتى لو كانت الأفلام سيئة فلا تمانع إدارة المهرجان عرضها على حساب أفلام أفضل من صنع رجال.

وبالطبع عندما هاجم بعض النقاد والجماهير القرار، اتهمهم اليساريون المتطرفون بأنهم ضد «دايفرستي»! سؤال: إذا رغب شخص في مشاهدة فيلم في السينما أو حتى في المنزل، هل من الضروري أن ينظر إلى التنوع العرقي لطاقم الفيلم أم يشاهد ما يريده على مزاجه؟ لو أراد رجل اصطحاب زوجته لقضاء أمسية في السينما، هل يجب عليهما انتقاء فيلم متنوع الأعراق أم مشاهدة ما يرغبان فيه؟

طبعاً لا يجب أبداً النظر إلى التنوع العرقي لأي فيلم، شاهد ما تريده على مزاجك، فنحن لا نعيش في عالم مثالي، وهؤلاء متطرفو التنوع العرقي لا يستطيعون فرض وجهة نظرهم علينا، مشاهدة أي فيلم لا يجب أن تقوم على أعراق الشخصيات بل على قصة جيدة وشخصيات مثيرة للاهتمام بعيداً عن اللون.

مشاهدة فيلم كذلك تقوم على الجدارة، فلن أشاهد فيلماً ضعيفاً لبطل أسود وأتجاهل فيلماً جيداً لبطل أبيض، أو العكس، فلو كان هناك فيلم لدينزل واشنطن مقابل فيلم لسلفستر ستالون، فأنا شخصياً أختار واشنطن لأنه الأفضل.

التنوع العرقي موجود في هوليوود منذ الثمانينات، وقبل خروج متطرفي الليبرالية علينا بفلسفتهم العقيمة، كم شاهدنا ثنائي الشرطة، رجل أبيض وشريكه أسود، يتعاونان لدحر الشرور: بروس ويليس مع ريجينالد فيلجونسون في Die Hard الأول ومع ساميول جاكسون في الثالث.

ميل غيبسون وداني غلوفر في «السلاح الفتاك»، وإيدي مورفي ونيك نولت في «48 ساعة». نشاهد التنوع العرقي منذ 40 عاماً ولسنا بحاجة إلى من يقول لنا ماذا نشاهد أو يملي علينا قرارات أو يحدد أذواقنا، فالناس ستشاهد أي فيلم بسبب جودته وليس لأي سبب آخر.

مواقف:

أخفق فيلم A Wrinkle in Time عام 2018 إخفاقاً شديداً في شباك التذاكر، لأن الحملة الإعلانية للفيلم شددت على الذهاب لمشاهدته بسبب وجود أوبرا وينفري في بطولته، وهو من إخراج آفا دوفيرني، وكلاهما من الأقلية السوداء في هوليوود، الحملة الإعلانية ركزت على عرق البطلة والمخرجة وليس أي شيء آخر.

أخفق فيلم Ghostbusters عام 2016 بشدة في شباك التذاكر الأميركي، لأن منتجه أصر على تحويل البطولة إلى نسائية بالكامل، وركزت الحملة الإعلانية للفيلم على هذا الجانب وتعرض المنتج لضغوط شديدة وحملة مقاطعة على الإنترنت من قبل عشاق الفيلم الأصلي، فأصر على تجاهلهم، لكن حدث ما لم يكن متوقعاً في الحسبان ونجحت الحملة وأخفق الفيلم.

• حالة التطرف هذه وصلت بمهرجان لندن السينمائي، منذ ثلاثة أعوام، إلى اتخاذ قراراً جنونياً بإعلان 50% من الأفلام المشاركة من صنع نساء!

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر