ملح وسكر

الوقت الآن ليس للوم والاتهام

يوسف الأحمد

مُحبطة ومُحزنة نتائج منتخبنا الوطني الأخيرة في تصفيات مونديال 2022، فالسقوط أمام إيران تبعه تعثرٌ أمام العراق وسط حسرةٍ وغضبٍ للشارع الرياضي الذي يرى تواصلاً في تفريط وإضعاف موقفنا الذي أصبحت حظوظه تتأرجح وتختل بعد كل جولة، فمع ختام الجولة الرابعة بلغت حصيلتنا ثلاث نقاط بعدما أضعنا سبع نقاط من ملعبنا، لتتعقد المهمة التي نظرت إليها الجماهير من زاوية الأمل والتفاؤل، ذلك للخروج من عنق المعاناة وخلع ثوب التراجع بتغيير واقعنا الهزيل مقارنة بما كنا عليه في السابق.

كانت ردة الفعل عنيفة تجاه المدرب واللاعبين، بل نالهم من السخط والانتقاد الجارح ما نالهم، رغم أنني أتعاطف مع اللاعبين شيئاً ما، كونهم أداة نفذت وطبقت تعليمات المدرب، مثلما لا يمكنهم أيضاً الخروج عن طاعته في بيت المستطيل، لكن الغالبية ترى أن مارفيك تقع عليه جُل المسؤولية بسبب تعامله الجاف وعقم قراءته للمجريات التي لم يتفاعل معها بالشكل المطلوب، ولم يغير ساكناً مع المتغيرات، بل وقف متفرجاً مثل كل مرة منتظراً معجزةً أو تدخل القدر لمساعدته. صحيح أن هناك فوارق لعبت دوراً بيننا وبين المنافسين، خصوصاً البنية الجسدية القوية، إلا أن لاعبينا تكبدوا جهداً مضاعفاً لإيقاف خطورتهم، وهو ما أثر على تركيزهم في لحظات مفصلية من تلك المواجهات، حيث أنهكوا ووضح عليهم الإرهاق بعد أن استنفدوا ما بمخزونهم من طاقة، لاسيما في الثلث الأخير من كل لقاء، عندما صار تغيير بعض العناصر مطلوباً لأجل تدعيم الخطوط وتعزيزها بجرعة منشطة من البدلاء المتاحين لضبط الأمور، وكبح اندفاع وشراسة المنافس وتحييد خطورته.

دون أدنى شك ندرك أن الجميع كان ومازال حريصاً على النجاح، ولا يوجد عاقل ينشد الخسارة، لكن ثمة خطوة تصحيح يجب أخذها بعين الاعتبار في حال أردنا إكمال المشوار والقتال فيه، فالبعض استسلم مبكراً لخروجنا من دائرة الصراع والمنافسة، إلا أن الحظوظ قائمة ومتاحة بشرط العمل والبذل لها، فليس هناك مزيد من الوقت لإضاعته مثلما لم يبقَ رصيد نقاط نُجازف به ونُفرط فيه أكثر.

ما حدث قد أصبح من الماضي، والنقاط الثلاثة طار بها الإيرانيون إلى طهران، مثلما فرح العراقيون بأهدافهم الأولى بالتصفيات وبنقطة التعادل، فلا وقت الآن للوم والاتهام، إذ بات على المعنيين سرعة استدراك الموقف لإصلاح الخلل في ما تبقى من مشوار، فالأمل مازال موجوداً والطموح يبقى مشروعاً، لكن الأداة المستخدمة لن تكون طُعماً لقنص تلك الفرصة!

• الأمل مازال موجوداً والطموح يبقى مشروعاً، وعلى المعنيين إصلاح الخلل.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر