كـل يــوم

نقلة نوعية في مفهوم مجالس الأحياء..

سامي الريامي

كثيرون من أبناء هذا الجيل يمتلكون المعرفة، والعلم، ولديهم مخزون جيد من المعلومات، لكنهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم، والتحدث بشكل جيد في المحافل وعلى الملأ، لأنهم يفتقرون إلى مهارة الخطابة، ومهارة مواجهة الناس، وهذه ملاحظة عامة نراها ونشعر بها بشكل مستمر.

ولعل أهم أسباب غياب هذه المهارة، وقلة الثقة بالنفس، في المحافل وأمام الناس، ترجع إلى سبب رئيس، هو غياب المجالس العامة، ونشأة الجيل الحالي بعيداً عنها، وعدم احتكاكه ومجالسته لكبار السن والرجال في تلك المجالس، فالمجالس لعبت دوراً مهماً ومؤثراً في تكوين شخصية أهل الإمارات من الجيل السابق، وفيها تعلموا الكثير من الأخلاق والعادات، واكتسبوا الكثير من المهارات، أهمها الثقة بالنفس والتحدث بأريحية أمام الملأ من دون خوف أو ارتباك أو تلعثم.

هذه فائدة واحدة من فوائد كثيرة لا تعد ولا تحصى، جعلت حكومة دبي، ممثلة في هيئة تنمية المجتمع، وبدعم مباشر من أصحاب السمو الشيوخ، تعيد صياغة وتفعيل دور مجالس الأحياء، بشكل حديث ومتطور، مدفوع بتقاليد وعراقة تاريخية قديمة، للحفاظ على أحد أهم ملامح مجتمع الإمارات، وتعميم الفائدة المجتمعية من خلال إعادة بناء شخصية الشباب، ودمجهم بشكل يعيد الترابط ويدعم الترابط بين أهالي «الفريج» الواحد.

افتتحت الهيئة مجلس منطقة أم سقيم، وقبله مجلس منطقة الخوانيج، وهي تخطط لافتتاح 11 مجلساً آخر في مختلف مناطق مدينة دبي، حيث الكثافة السكانية المواطنة، إضافة إلى صيانة وترميم مجالس الأحياء السابقة كافة، والمهم هنا ليس بناء وتشييد المجالس، لكن المهم ما طبقته الهيئة من تطوير، وإحداث نقلة نوعية في شكل ومفهوم هذه المجالس، فهي لم تعد مجرد مساحة يتجمع فيها عدد محدود من المواطنين في ساعات محدودة، بل ستتحول إلى مجالس نابضة بالحياة والفعاليات المبتكرة، التي سيشعر بها كل أهالي المنطقة.

ما يلفت النظر حقاً هو ذلك التصميم العصري المريح لهذه المجالس، والمساحات الداخلية والخارجية المفتوحة الواسعة التي تتميز بها، ما يجعلها صالحة لكل المناسبات الاحتفالية والاجتماعية والثقافية، وكل ما يمكن أن يخطر ببال أهل المنطقة.

بمعنى أوضح يستطيع الأهالي الاستفادة من المجالس في مناسبات الأفراح كالأعراس وحفلات عقد القران، أو حتى احتفالات التخرج أو أي مناسبة سعيدة، فالقاعات الموجودة لا تقل عن قاعات فنادق الخمسة نجوم مساحةً وتصميماً و«ديكوراً»، كما أنها تصلح بديلاً مريحاً وغير مكلف لخيم العزاء، ويستطيع أي فرد من أهالي المنطقة أن يحجز القاعة عبر هاتفه النقال، من خلال تطبيق «دبي الآن»، في ثوانٍ معدودة، ألا تعد هذه الفكرة إسهاماً حكومياً مباشراً في تخفيف مصروفات كبيرة عن كاهل المواطنين !

ليس هذا فقط، فالمرحلة المقبلة ستشهد إدخال فكرة إنجاز وتخليص المعاملات الحكومية، عن طريق مكاتب ذكية ستلحق بهذه المجالس، وسيصبح بإمكان الأهالي إنجاز معاملاتهم وهم يشربون الشاي في مجلس مريح بجانب البيت.. بالفعل فكرة ذكية للغاية، واستغلال أمثل لهذه المجالس، ونقلة نوعية في مفهوم وسبب وجودها، قدمتها لنا هيئة تنمية المجتمع، فلها الشكر على ذلك.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر