خارج الصندوق

أين هم من معادلة صفقات العقارات الفاخرة؟

إسماعيل الحمادي

ما لا يقل عن 50 وحدة سكنية فاخرة تم بيعها في دبي خلال العام الجاري بقيمة 10 ملايين دولار (36.7 مليون درهم) للصفقة الواحدة، كانت كلها من نصيب أثرياء أجانب، حسب دراسات حديثة لسوق العقارات الفاخرة في الإمارة، وتمت عن طريق وسطاء ومكاتب وساطة أجنبية.

وأنا أطّلع على التقرير راودني سؤال بريء: ماذا عن الوسطاء الإماراتيين، ترى أين هم من معادلة صفقات بيع العقارات الفاخرة في السوق؟

حسب تقرير الثروة العالمية 2021، يوجد في دبي أكثر من 42 ألف وحدة عقارية فاخرة، وتأتي في المرتبة الثانية بعد لندن التي تضم أكثر من 86 ألف عقار فاخر، ولو دققنا في مالكي هذا النوع من العقارات في دبي لوجدنا ما يعادل 95% منهم أجانب، والوسيط الذي أتم الصفقة أجنبي.

معظم صفقات الشراء التي يتم تنفيذها في السوق، في معظم الأحيان، يحققها وسطاء ومكاتب وساطة أجنبية، وليس وسطاء محليين، مع الأسف.

بكل صراحة، أقل ما يجب قوله في هذه النقطة، هو أن الوسيط الإماراتي مختفٍ تماماً من قائمة مشتري العقارات الفاخرة التي يزخر بها القطاع، ومن قائمة الوسطاء المنفذين للصفقات الضخمة لهذا النوع من العقارات.

وهذا بدوره يضيع عليهم فرص الاستفادة من عمولات هذه الصفقات كوسطاء.. فرص كثيرة من هذا الباب ضائعة إذا ركزنا فيها بدقة.

لم يكن هناك مجال من قبل لمناقشة هذا الأمر وطرحه، ربما لتعدد الفرص الاستثمارية أمام الشباب الإماراتي في مختلف المجالات، وتسهيلات الحكومة لهم في مجالات عدة، لكن الحديث طويل في الأمر نفسه من باب الاستثمار والاستفادة من عوائد العقارات الفاخرة، التي لا يمكن إنكار أنها تقود نشاط القطاع العقاري منذ وجودها، خصوصاً خلال الفترات الأخيرة، وأرقام السوق تؤكد ذلك.

وهنا نشير إلى نقطة أخرى، وهي أن جودة وقيمة ومساحة العقارات الفاخرة في دبي وعوائدها الاستثمارية أعلى بكثير من مثيلاتها في مدن عالمية أخرى بسعر الشراء نفسه، وفقاً لدراسات أجنبية للسوق.

قد يُعزى غياب الشباب الإماراتي عن الصفقات العقارية الفاخرة من السوق إلى عدم معرفتهم بقيمتها وأهمية العمل على تسويق العقارات الفاخرة، وذاك دفعهم إلى التركيز على الفئات الأخرى من العقارات، لتدارك موجة الطلب من الفئات المتوسطة والمحلية.

وقد يُعزى الأمر كذلك لتقليلهم من أهمية العقارات الفاخرة في سجل إنجازاتهم السنوية، وربما لا يدركون أن صفقة عقارية واحدة لعقار فاخر تكفيهم السنة كلها.

دعوة إلى الوسطاء الإماراتيين لدخول عالم العقارات بقوة، ومضاعفة الجهود لبناء شبكة علاقات قوية في الداخل والخارج، تمكنهم من الخروج من دائرة التركيز على تسويق العقارات العادية، وما تجود به إعلانات منصات التواصل الاجتماعي من متعاملين، فالفرص الاستثمارية الموجودة في السوق تتعدّى مفهوم الاستوديو أو الشقة بغرفة وصالة التي يعادل سعرها 100 ألف دولار (367 ألف درهم).

الفرص المتوافرة في سوق العقارات الفاخرة تعادل فيها صفقة البيع الواحدة بيع نصف بناية من العقارات المتوسطة والعادية.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر