5 دقائق

الأكشن قبل و بعد 11/9

عبدالله القمزي

لم يتأثر صنف سينمائي بحدث جلل كما تأثرت سينما الأكشن، وهناك حدثان غيّرا وجه الأكشن بعد الحرب العالمية الثانية، الأول حرب فيتنام والثاني 11/‏‏‏‏9.

قبل 11/‏‏‏‏9:

كانت سينما الأكشن متأثرة بنتائج حرب فيتنام، وبانتصار واشنطن في الحرب الباردة، وحرب الخليج، والحرب على المخدرات، وقتها كان أشرار السينما هم الروس والصرب والكروات، والصينيين والكولومبيين.

القصة: أميركا تتعرض لهجوم بسبب تدخلاتها في حروب البلقان أو المخدرات، أو تتصدى لمافيات تهريب البشر الصينية والمكسيكية، أو تتصدى لهجوم نووي.

النتيجة أن البطل ينقذ أميركا والعالم، وهناك مشهد تصفيق في اللقطة الأخيرة لم يغب عن هذه الأفلام في الثمانينات والتسعينات.

بعد 11/‏‏‏‏9

الشرير عربي أو مسلم، أو أميركي مرتبط بمسلمين عن طريق صداقة أو مصاهرة.

القصة: أميركا تتعرض لهجوم بسبب أسلوبها في الحياة، أو لرغبتها في تحرير شعوب العالم.

النتيجة: البطل الأميركي أحياناً ينجح أو يفشل. ازدادت مشاهد التعذيب، خصوصاً بعد فضيحة سجن أبوغريب عام 2004، وأصبح لدى الجمهور هوس مشاهدة دماء من دون ربط ذلك أو الإشارة إلى 11/‏‏‏‏9.

تغيرت شخصية البطل من شبه مثالي إلى مشكك يكتشف خونة حوله، وازدادت قصص شخصيات تعيش ازدواجية، مثل شرطي لا يعلم أن جاره إرهابي، أو صهره مروج مخدرات.

تراجعت سينما العضلات بشكل لافت، وتراجع الإقبال على أفلام أيقونات أكشن الثمانينات والتسعينات، أرنولد شوارتزينيغر وسلفستر ستالون، وجون كلود فاندام وستيفن سيغال، وبزغت سينما أكشن لممثلين دراما تحولوا إلى أبطال أكشن، بالخوض في تمارين وتدريبات شاقة، مثل مات ديمون وكيانو ريفز ودانيال كريغ، وليام نيسن وهيو جاكمان.

تغير أسلوب التصوير من كاميرا محمولة على رافعة، إلى كاميرا محمولة على كتف المصور، أو معلقة على صدره، تلاحق البطل، كما تغير المخرجون وأصبحت هوليوود لا تمانع تجريب مخرجين جدد صغار السن بدأوا آخر التسعينات، أو استخدام مخرجين أفلام تسجيلية، أو استخدام مؤدي أدوار مجازفة كمخرجين، وفي المقابل عاد الممثلون والمخرجون الصينيون، الذين وفدوا إلى هوليوود من سينما هونغ كونغ إلى بلادهم، بعد إخفاق أفلامهم في شباك التذاكر.

مواقف

أجبرت حرب فيتنام هوليوود على خلق عالم خيالي ينتصر فيه البطل الأميركي على أعدائه، بينما أجبر 11/‏‏‏‏9 هوليوود على ترك خيال انتصارات فيتنام والعودة إلى الواقعية المفرطة Hyperrealism، المثير للاهتمام أن الحرب على الإرهاب لم تتصدر سينما الأكشن بعد 11/‏‏‏‏9.

كان جيمس بوند، المعيار المعتمد لسينما الأكشن، هو المؤثر والكل يتبعه ويقلده من الستينات و حتى 11/‏9، بعد أحداث سبتمبر أصبح هو المتأثر والمقلد.

في تصريح لصحيفة «غارديان» البريطانية، أعرب هاوارد غوردون، منتج ومؤلف قصص مسلسل «24»، عن ندمه الشديد على تنميط عائلة مسلمة في الموسم الرابع، الذي عرض عام 2005، وإظهارها في صورة شريرة، وأضاف: «رغم أنه كان واقعاً أن تجد مسلمين يبدون مشاعر كراهية للمجتمع الأميركي في ذلك الوقت، إلا أن قراري إظهار عائلة أميركية مسلمة في صورة شريرة لم يكن حكيماً على الإطلاق».

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر