كـل يـوم

ماذا سيحدث لو لم يكن هناك «مترو دبي»؟

سامي الريامي

في 9 سبتمبر 2009، أي قبل 12 عاماً من اليوم، أطلقت دبي مشروعاً حيوياً ومميزاً، حقق نقلة نوعية للمدينة في مجال النقل والمواصلات، هذا المشروع هو «مترو دبي»، الذي يُعد أول نظام قطارات للمواصلات الحضرية ليس في الإمارات فقط، بل في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي أيضاً، وأول نظام قطار آلي بالكامل، والأطول من نوعه على مستوى العالم، حيث يبلغ طول شبكته 90 كيلومتراً، وتربط 53 محطة متضمنة مسار 2020.

«مترو دبي» أكمل 12 عاماً من الإنجازات النوعية في النقل المستدام، حيث نفذ في هذه الفترة ثلاثة ملايين رحلة، وسهل حياة ملايين من البشر، حيث قام بنقل 1.7 مليار راكب، بكفاءة تشغيلية بلغت 99%، وهذا في حد ذاته إنجاز ضخم، يفسّر ويوضح أهمية هذا المشروع، فهو لم يكن يوماً خياراً ترفيهياً، بل هو قرار استراتيجي مهم أثبت صحته وجدارته.

والجميل في الأمر، أن «مترو دبي» لم يكن مجرد مشروع نقل ناجح، ولا يمكن حصر فوائده في جانب المواصلات فقط، بل تعدى ذلك ليصبح واجهة حضارية لأسلوب حياة ناجحة في دبي، وتشعب ليحقق نجاحات في قطاعات أخرى، كنا نظنها غير مرتبطة بوجود المترو، حيث حقق منافع اقتصادية واجتماعية وبيئية عديدة، واستطاع أن يحقق تغييرات هيكلية ضخمة في قطاعات اقتصادية أخرى أسهمت في رفع وتحسين مستوى معيشة الكثير من البشر.

نعم لقد فعل «مترو دبي» ذلك، وأسهم في ارتفاع قيمة العقارات في المناطق التجارية حول محطاته وبنسبة تراوح بين 20% و30%، كما بلغ العائد الاقتصادي لإمارة دبي على كل درهم أُنفق في «مترو دبي»، 2.5 درهم عام 2020، وسيصل إلى 4.3 دراهم عام 2030، بالإضافة إلى رفع نسبة مساهمة وسائل النقل الجماعي في حركة تنقل السكان من 6% عام 2006 إلى 18.1% عام 2019.

وأسهم «مترو دبي» كذلك في تحسين البيئة المعيشية للسكان، من خلال تحسين حركة التنقل داخل المدينة، وفي المناطق السياحية والاقتصادية، والمساهمة في تعزيز منظومة النقل الجماعي المتكامل، وتوفير أسلوب تنقل سهل ومريح وذي كفاءة عالية، إضافة إلى دعم وتعزيز بنية الأعمال والتجارة والسياحة بمدينة دبي، ودعم القاعدة الاقتصادية للإمارة.

هل يتخيل أحد أن عدد الركاب الذين استخدموا المترو بنهاية ديسمبر 2020 تخطى حاجز المليار و620 مليون راكب؟ وهل يتخيل أحد كم سيارة ستمشي في شوارع دبي تحمل هؤلاء لو لم يكن «مترو دبي» موجوداً؟ لقد أسهم المترو وبشكل لافت في تخفيف الازدحام المروري في المحاور التي يخدمها، وحسب أرقام هيئة الطرق والمواصلات في دبي، فإن نسب تخفيف الازدحام تراوح بين 15% و25%، كما أسهم في الحد من الانبعاثات الكربونية والحوادث المرورية، ألا يعني ذلك كله أن مشروع «مترو دبي» مشروع ناجح بامتياز؟!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

قراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر