مساحة حرة

عقارات دبي.. وجهة الأثرياء الآمنة

وليد الزرعوني

نشط الطلب على عقارات دبي بشكل متزايد من قبل الأثرياء حول العالم، خلال الفترة التي صاحبت جائحة «كوفيد-19»، وجاء ذلك هرباً من القيود التي فرضتها بعض الدول، والبحث عن متنفس للسياحة والتسوق، وهذا ما وفرته دبي مع إجراءات احترازية وضعت سلامة وأمن الأفراد على رأس الأولويات.

وجاء دعم الطلب الملحوظ على العقارات الفاخرة في الإمارة، متزامناً مع أسعار العقارات المغرية للشراء، والتي كانت محفزاً إضافياً، لاسيما مع بدء دورة صعود بالأسعار منذ بداية العام الجاري، إذ تقود الفلل وتيرة تحسن الأسعار، لتعالج التأثيرات التي صاحبت الجائحة، وليسجل مؤشر الأسعار أعلى مستوياته منذ عام 2014، في ما لاتزال فرص النمو أمامه كبيرة.

وكانت فترة تفشي الفيروس عالمياً الأولى، شهدت حذراً وتريثاً من قبل استثمارات الأثرياء، ثم تغير هذا السلوك بعدما أدرك المستثمرون أن دبي بشكل خاص والإمارات عموماً، تقدم فرصاً واعدة وغير مسبوقة في القطاع العقاري، كما تأتي ضمن الأفضل للعيش في العالم.

وفسر البعض هذا الطلب على العقارات الفاخرة، بأنه يرجع بشكل أساسي إلى نشاط أموال المستثمرين الأوروبيين، وبحثهم عن شراء الأصول في اقتصادات مرتبطة بالعملة الأميركية (الدولار)، كذلك تُعد عقارات دبي مفضلة للأثرياء الآسيويين خصوصاً من الصين والهند.

وتتمتع عقارات دبي عموماً بأنها وجهة آمنة ومخزن للقيمة، فضلاً عن العائد الإيجاري الجيد الذي يأتي ضمن الأعلى عالمياً، وذلك في ظل تأثر أغلبية قطاعات الأصول الأخرى، وتعرضها لتذبذبات كبيرة بما فيها العقار، لذلك رصدنا خلال النصف الأول من عام 2021 ارتفاعاً في الطلب على الفلل الفاخرة والشقق المطلة على البحر والمنازل العائلية.

هذا التنامي للطلب العقاري، يقود امتصاص المعروض في السوق، ويشجع على إطلاق مشروعات جديدة تناسب هذه الفئة من الأثرياء، ما يحقق القيمة المضافة في مساهمة العقارات لاقتصاد دبي.

ولا شك أن استجابة دبي للجائحة، كانت العامل الأهم في نجاح خطط استقطاب الأثرياء للسكن، فمع إتاحة اللقاح المضاد للفيروس لجميع السكان، أصبحت دبي قبلة للحصول على التطعيمات، أو عقد اجتماعات في بيئة صحية أكثر أماناً، ومخاطر أقل للتعرض للعدوى بالفيروس.

كما توفر دبي خروجاً آمناً وسريعاً في حال فكر المستثمر بيع وحدته السكنية، إذ يضمن الانتعاش الاقتصادي والسياحي بقاء الطلب قوياً، وإمكانية دخول السوق أو الخروج منها بسلاسة دون خسارة بقيمة الاستثمار بل على العكس قد يحقق أرباحاً.

ويأخذ الانتعاش الذي تعيشه السوق العقارية في دبي، وإقبال الأثرياء لاقتناص وحدة في دبي، بالحسبان، عوامل عدة أبزرها التعافي الاقتصادي، والتسهيلات الحكومية الواسعة للمستثمرين، ومنح الإقامات طويلة الأجل، وأيضاً تنظيم معرض «إكسبو 2020 دبي».

ووفقاً لتقديرات تقارير شركات الأبحاث العالمية، فإن أسعار العقارات الفاخرة في دبي شهدت انخفاضاً على مدى السنوات الخمس الماضية، إلا أنها بدأت في الصعود مع نشاط الطلب، وتحسن ظروف السوق، ومن هنا أؤكد أن مرحلة تراجع أسعار المساكن الفاخرة انتهت على المدى المتوسط على الأقل.

رئيس مجلس إدارة شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر