خارج الصندوق

تعليق وتوضيح

إسماعيل الحمادي

«موقع متميز حسب قولكم، ولكن ما هي الفائدة دون وجود أي محال في المنطقة؟ فأقرب بقالة أو مطعم في محطة البترول تقع على الشارع العام.. انشغلتم ببناء 1000 فيلا، ولم تفكروا في بناء مبنى للمحال، أو مسجد، لتكون كلها جاهزة عند تسليم الفلل!».

هذا تعليق لأحد المتابعين في موقع تواصل اجتماعي على مشروع فلل يتم تطويره على مراحل في السوق، وقد استوقفني هذا التعليق من زاويتين: الأولى تتعلق بنظرة البعض للمشروعات السكنية الأفقية، والثانية تتعلق بإنجاز كل متطلبات المشروعات السكنية قبل تسليمها.

في ما يخص الزاوية الأولى، يرى البعض أنه يجب أن تتوافر بين كل مجموعة فلل (في مشروعات الفلل) محال تجارية لتخدم سكان تلك المجموعة كما هي الحال في المشروعات السكنية العمودية (المباني والأبراج) التي يسمح فيها بتخصيص الطابق الأرضي منها لقطاع التجزئة ومنافذ البيع التجارية، ما يعني أن هذه الفئة مخطئة في تقييمها ونظرتها للمشروعات السكنية الأفقية (الفلل).

وهنا يجب التوضيح أن مجمعات الفلل تخضع للتخطيط العمراني قبل الإنشاء بما يخدم جمالية النسيج العمراني العام للمنطقة من خلال التوزيع المنظم للفلل، والشوارع، ومواقف السيارات، والمساحات الخضراء التي ترافقها، وبالتالي، فإن فكرة أن يتوافر بين كل فيلا أو فيلتين «سوبرماركت» مثلاً، تعتبر تشويهاً للمخطط العمراني، كما يجب توضيح أن كل مجمّع فلل يُخصص له نحو 10% من المساحة لقطاع التجزئة وتكون في منطقة محددة، قد تكون بعيدة عن بعض السكان، لكنّها موجودة، وهذا ما نراه من خلال مراكز التسوق المتنوعة التي تضمها هذه المجمعات.

وللإشارة والإضافة عموماً، فإن التسوق حالياً وطلب المواد الضرورية للحياة لم يعد يعتمد على ضرورة تواجدنا في المحل أو المركز التجاري، إذ أصبحت كل الطلبات متاحة إلكترونياً أو عبر الهاتف، ويتم التوصيل إلى بيت المتعامل.

ومن باب التوعية والتصحيح لمثل هذه الأفكار المغلوطة لدى البعض، ولمثل صاحب التعليق المشار إليه في بداية الموضوع، فإن عدم كثرة انتشار المحال التجارية، ونقص المرافق الخدمية اليومية وعلى رأسها السوبرماركت والبقالات في مجمعات الفلل، لا يعني أن الساكن بها سيواجه صعوبات في توفير احتياجاته اليومية، فيدفعه هذا لإعادة النظر في قرار الشراء أو الاستئجار فيها، بل هي مجمعات توفر كل متطلبات العيش، فضلاً عن مراكز تسوق بمقاييس حديثة تتواجد في مناطق مخصصة خاضعة للتخطيط العمراني، وإلا كيف نفسر الطلب المرتفع اليوم على الفلل؟

أما في ما يتعلق بالزاوية الثانية، فهي ترتبط بعملية تطوير مجمعات الفلل، إذ إن من الأفضل أن تتماشى مشروعات إنجاز المرافق الخدمية مثل المساجد، ومراكز التسوق فيها بوتيرة إنجاز الفلل نفسها، على أن تكون جاهزة لخدمة سكان المجمع عند تاريخ تسليمهم وحداتهم أو بفترات متقاربة معها.

كانت هذه السطور مجرد تحليل من وجهة نظر خاصة، لتعليق استوقفني على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، وأتمنى أن أكون قد أصبت.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر