5 دقائق

إحذر.. هذه العادات تدمّر المخ

الدكتور علاء جراد

هل لديك فكرة عن عدد خلايا مخ الإنسان؟ عددها 86 مليار خلية، ويعتبر المخ هو الجزء الأهم في الجسم البشري، لأنه المسؤول عن الجهاز العصبي والتفكير واتخاذ القرارات، ويقوم بالتحكم في كل ما نقوم به، وقد حفظه المولى عز وجل في مكان أمين محاط بجمجمة قوية، فليس من السهل تحمّل كلفة خدش أو جرح عضو في غاية الأهمية مثل المخ. وعلى الرغم من الحماية الشديدة التي حبا الخالق بها هذا العضو، إلا أن البعض لا يقدّر النعم التي نمتلكها فيقومون بتدمير المخ بعادات سيئة سنتعرف إلى أهمها في هذا المقال.

إن التقدم الذي تشهده البشرية يوماً بعد يوم كان وسيكون له الكثير من الآثار السلبية على طريقة عمل المخ البشري، منها أن قدرتنا على الابتكار ستقل كثيراً، وسنركن للكسل وعدم التفكير، حتى أبسط المهارات مثل استخدام الذاكرة ستقل يوماً بعد يوم. بداية فإن أكثر عادة تؤذي المخ والقلب أيضاً هي الخمول أو الجلوس طويلاً بلا حركة، وإن عدم مغادرة المنزل بسبب الإغلاق وانتشار وباء كورونا، تسبب في أن الكثيرين – وأنا منهم للأسف – أصبحوا يعملون من المنزل، بل من داخل مكان واحد في المنزل قد يكون غرفة النوم أو الصالة، وربما لا يتحركون طوال اليوم من ذلك المكان، حيث يأكلون ويعملون ويشاهدون التلفاز في المكان نفسه، إن هذا السلوك يقلل من كمية الأكسجين التي تصل للدم بسبب عدم التنفس بكفاءة، خصوصاً لمن يعملون كثيراً على الكمبيوتر. إن كمية الأضرار التي يسببها عدم الحركة كارثية بمعنى الكلمة، والحل في منتهى البساطة هو الخروج والتريض، حيث تعمل الحركة على إطلاق الإندورفين الذي يجعلنا نشعر بتحسن، ويحافظ على صحة قلوبنا، ويجعل أدمغتنا تعمل بشكل أفضل. إن 30 دقيقة على الأقل من المشي المنتظم يومياً كفيلة بأن تقينا مخاطر نحن في غنى عنها، وينصح الكاتب شيفندرا ميسرا بالالتزام بقاعدة الـ10 آلاف خطوة يومياً، حيث يقول لن نكون مشغولين أكثر من نيكولا تسلا أو مارك زوكيربرغ.

العادة الثانية المدمرة هي عدم التركيز بسبب المحتوى المعلوماتي الذي نستهلكه يومياً، مثل تصفح السوشيال ميديا بلا هدف، أو قراءة عشرات الرسائل في البريد الإلكتروني، وبحسب أبحاث جامعة كاليفورنيا فإن متوسط المحتوى الذي يستهلكه الشخص يومياً نحو 34 جيجابايت من البيانات والمعلومات، ما يقلل تركيزنا في العمل، ويقلل إنتاجيتنا وقدرتنا على التفكير والتواصل الفعال، حيث إن قراءة خبر أو مشاهدة فيديو يستهلك من تركيزنا ويتبعه اتخاذ قرار إما بالمشاركة أو التجاهل أو التفاعل، ويزيد كم المعلومات هذا بمقدار 350 ضعفاً عمّا كان يستهلكه الشخص منذ 30 عاماً.

الحل بسيط هو تجنب المحتوى غير اللازم، مثل تصفح السوشيال ميديا ومتابعة الأخبار، أو قراءة أخبار النجوم أو حتى الثرثرة والأحاديث غير المجدية، وينصح بالقراءة المتعمقة لموضوعات منتقاة، مع تخصيص بعض الوقت للتدبر والتعلم. إن قلة الكلام مع التركيز وعدم إهدار طاقتنا كفيلة برفع إنتاجيتنا فوراً. وللحديث بقية إن شاء الله.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر